جميع الفتاوى

ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر، 
لأن الله حرَّم  -سبحانه وتعالى- الزنا وجعل لمن يرتكبه عقوبة كبيرة، وقد جاء تحريم الزنا في عدد كبير من الآيات القرآنية، مرَّة بشكل مباشر ومرَّة بشكل خفيٍّ، ومما جاء من آيات تحريم الزنا في القرآن الكريم:  قال تعالى في سورة الإسراء: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا} . وقال تعالى في سورة المؤمنون: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ  إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ  فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} . وقال تعالى في سورة الفرقان: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا  يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانً} . وقال تعالى في سورة النور: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تعلمون.
لكن في المذهب الشافعي والمالكي الحرام لايحرم الحلال ، يعني زنى بامرأة ثم تزوج ابنتها، عقد صحيح للقاعدة المذكورة ، المذهب الحنفي إذا تزوج امرأة وزنى بفرعها أو أصلها حرمت عليه وأهلها ، وعند الحنابلة أشد ، لو مس امرأة بشهوة حرم عليه أصلها وفرعها حتى عند الحنابلة لو لاط بذكر حرم عليه أخواتها، .
يجب التوبة والندم والعزم على ألا يعود إليها وعدم التحدث بهذه المعصية، انتبهوا ياشباب، ذكر المعصية معصية ، وكانه مجاهرة بها ، ليس لك أن تتباهى بالحرام والا قصمك الله لانك تتحدى تحريمه له.
استر نفسك .

لا أتصور إنسانا سويا ينكر حقوق والديه عليه الا انسانا منحرفا مختلا ، لماذا؟
لأن من عبد الاله وجب عليه تنفيذ أوامره، والأوامر صارمة من مولانا عزوجل في بر الوالدين،لاتملك لها تأويلا ولا تحويلا، كما أنك تعبد الخالق الحقيقي فأيضا عليك أن تبر بالخالق الظاهر أمك واباك ، الله تعالى قرن حقهما بحقه( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) قضى حكم وامر، طاعة الوالدين أمر مفروغ منه ،لو اغضب والديه ليلة ومات دخل النار،ففي الحديث 
(ما من مسلم يصبح ووالداه عنه راضيان ، إلا كان له بابان من الجنة ، وإن كان واحدا فواحد ، وما من مسلم يصبح ووالداه عليه ساخطان، إلا كان له بابان من النار ، وإن كان واحدا فواحد). وزاد أبو يعلى في آخره:  فقال : أراه رجلا : يا رسول الله ، فإن ظلماه ؟ قال صلى الله عليه وسلم : ( وإن ظلماه ، وإن ظلماه وإن ظلماه.) ثلاث مرات. قال الحافظ ابن حجر: إسناد أبي يعلى حسن، وقد روي موقوفا..
الوالدان جنتك ونارك، ولذا جعل الله عقوق الوالدين عقوبته هنا في الدنيا قبل الآخرة، لن تدخل الجنة حتى يوقع لك الوالدان صك الدخول،تبقى على جبل الاعراف بين الجنة والنار حتى يرضيا عليك، شوف الله يسامحك بحقوقه : الصلاة والصيام وخلافه..لكن لايسامحك بحقوق العباد
اسمعوا هذا الحديث: 
 - قال: يَحشُرُ اللهُ النَّاسَ-"، أي: يَومَ القِيامَةِ "وأَوْمَأَ بيَدِه إلى الشَّامِ"، أي: يُخرِجُهم اللهُ عزَّ وجلَّ ويَجمَعُهم في أرضِ المَحشَرِ بالشَّامِ، "عُراةً غُرْلًا"، أي: غيرَ مَخْتونينَ "بُهْمًا" وفسَّر البُهْمَ، قال: ليس معهم شَيءٌ، "فيُنادي"، أي: اللهُ عزَّ وجلَّ، "بصَوتٍ يَسمَعُه مَن بَعُدَ" وقَولُه: "فيُنادي بصَوتٍ"؛  "يَسمَعُه مَن بَعُدَ كما يَسمَعُه مَن قَرُبَ"، أي: إنَّ هذا الصَّوتَ يَسْتوي في سَماعِه القَريبُ والبَعيدُ، فيقولُ: "أنا المَلِكُ، أنا الدَّيَّانُ"، والدَّيَّانُ مَأْخوذٌ من {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، أي: هو المُحاسِبُ والمُجازي، ولا يُضيعُ عَمَلًا، "لا يَنبَغي لأحَدٍ من أهلِ الجَنَّةِ أنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ، وأحَدٌ من أهلِ النَّارِ يُطالِبُه بمَظلِمَةٍ"، أي: لن يُؤذَنَ لعَبدٍ من أهلِ الجَنَّةِ أنْ يَدخُلَها إلَّا بعدَ أنْ تُقتَصَّ منه المظالِمُ، إنْ كان قد ظلَم أحَدًا وإنْ كان هذا المظلومُ مِن أهلِ النارِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّه لا يُغفِلُ له حقَّه حتى وإنْ أُكِّدتْ للمَظلومِ الجَنَّةُ وأُكِّدتْ للظالمِ النارُ، وهذا للتنبيهِ والتشديدِ على تحقُّقِ الجزاءِ والحِسابِ، "ولا يَنبَغي لأحَدٍ من أهلِ النَّارِ أنْ يَدخُلَ النَّارَ، وأحَدٌ من أهلِ الجَنَّةِ يُطالِبُه بمَظلِمَةٍ"، أي: وكذلك أهلُ النَّارِ سوف تُقتَصُّ منهم المظالِمُ؛ ليَأخُذَ اللهُ عزَّ وجلَّ للمَظلومِ حَقَّه من ظالِمِه، وهذا مِن عَدْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ بين العِبادِ، "قالوا: وكيف، وإنَّا نأتي عُراةً غُرْلًا بُهْمًا"، أي: كيف يُقتَصُّ للمَظلومٍ، ونحن عُراةٌ ليس معنا شَيءٌ نَدفَعُه له، ليس معنا مالٌ، ولا أيُّ شَيءٍ آخَرُ؟
"قال: بالحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ"، أي: إنَّ إعطاءَ الحُقوقِ يَومَ القِيامَةِ سوف يكونُ بالحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، فيأخُذُ المَظلومُ من حَسَناتِ مَن ظلَمه بقَدْرِ مَظلِمَتِه، فإذا فَنِيَتْ حَسَناتُ الظالِمِ، أُخِذَ من سيِّئاتِ المَظلومِ وأُضيفَتْ إلى سيِّئاتِه إلى أنْ يَستوفِيَ كُلُّ إنسانٍ حَقَّه.
يبقى على الاعراف حتى يقضي الله بينه وبين حقوق والديه ، لذا ورد:( رضا الرَّبِّ في رضا الوالدِ، وسخطُ الرَّبِّ في سخطِ الوالدِ)، اذا منعه والده من حج النفل وذهب ذهب وهو عاص، اذا كنت تصلي نافلة ونادى عليك وعلمت انه يتأذى إن لم تجبه فعليك ترك الصلاة وتجيبه.
(أقبل رجلٌ إلى رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: "أُبايِعْك على الهجرةِ والجهادِ، أبتغي الأجرَ من اللهِ، قال فهل من والدَيك أحدٌ حيٌّ؟ قال نعم، بل كلاهما، قال فتبتغي الأجرَ من اللهِ؟ قال نعم، قال فارجِعْ إلى والدَيك فأحسِنْ صُحبتَهما)..     عن تلسيدة عائشة رضي الله عنها قالت: (نمتُ فرأيتُني في الجنَّةِ فسَمِعْتُ صوتَ قارئٍ يقرأُ فقُلتُ مَن هذا ؟.فقالوا: هذا حارثةُ بنُ النُّعمانِ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلم كذلكَ البِرُّ كذلكَ البِرُّ وَكانَ أبرَّ النَّاسِ بأمِّهِ).                                 . قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (رغِم أنفُ رجُلٍ ذُكِرْتُ عندَه فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ، ورغِم أنفُ رجُلٍ أدرَك أبوَيْهِ عندَ الكِبَرِ فلَمْ يُدخِلاه الجنَّةَ، ورغِم أنفُ رجُلٍ دخَل عليه شهرُ رمضانَ ثمَّ انسلَخ قبْلَ أنْ يُغفَرَ له).         . جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: (يا رسولَ اللهِ، ما الكبائرُ؟ قال الإشراكُ باللهِ، قال: ثمّ ماذا؟ قال: ثمّ عقوقُ الوالدَينِ، قال: ثمّ ماذا؟ قال : اليمينُ الغموسُ، قلتُ: وما اليمينُ الغموسُ؟ قال: الذي يقتطعُ مالَ امرئٍ مسلمٍ، هو فيها كاذبٌ).                                روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال، عن الرسول صلى الله عليه وسلّم قال: (ثلاثُ دعَواتٍ مُستَجاباتٌ لا شَكَّ فيهِنَّ دَعوةُ الوالِدِ، ودَعوَةُ المسافِرِ، ودعوَةُ المَظلومِ).                       وقرن الله تعالى عبادته مع الإحسان إليهما في الآية الآتية: (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً). و قال الله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً). قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ). قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).       قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً). أمثلة على بر الوالدين قدّم لنا الصحابة رضوان الله عليهم أعظم الأمثلة في برّ الوالدين، منها الآتي: ما يروى عن الصحابيّ أسامة بن زيد، كان له شجرة نخل مُثمرة بالمدينة، وكانت النّخلة تساوي قيمة ألف دينار، في أحد الأيام اشتهت أمه الجمار، وهو الجزء الرّطب في قلب النخلة، فقطع أسامة بن زيد شجرة النّخيل المثمرة ليُطعم جمارها إلى والدته، فلمّا سألوه الصحابة عن ذلك؟ أجابهم: أي شيء تطلبه منّي أمي وأستطيع فعله إلّا قمت به. كان عليّ بن الحسين باراً بأمه كثيراً، بالرّغم من ذلك لم يكن يشاركها الأكل في إناءٍ واحد، فسألوه: إنّك كثير البرّ بأّمك ومع هذا لا نراك تأكل معها من نفس الإناء؟ أجاب: أخاف أن آخذ شيء تكون عينها سبقت إليه، فأصبح عاقّاً. وهذا ظبيان بن علي الثّوري كان شديد البرّ بأمه، وكان يسافر معها إلى مكة المكرمة، وعندما يكون الطّقس شديد الحر، كان يحفر بئراً ثمّ يصّبُ فيه الماء، ويقول لأمّه: ادخلي هذا البئر علّك تبردي فيه. عن أنس بن النّضير الأشجعي : طلبت أم ابن مسعود سُقيا ماء في ليلة من اللّيالي ثمّ غلبها النّوم، وعندما عاد لها بشربة ماء وجدها نائمة فثبت شربة الماء فوق رأسها حتّى أصبحت.                               يُعتبرّ برّ الوالدين من أعظم الأعمال وأحبّها عند الله عزّ وجلّ، حتّى أنها جاءت أحياناً بعد الصّلاة، أو بمرتبة الجهاد، وغيرها من الفضل العظيم الذي يعود بالنّفع على المسلم البار، وهذه بعض النقاط التي تبين الخير والنّفع الذي يعود عليه: سبب لزيادة العمر والرّزق:فقد روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (من سره أن يُمد له عمره، ويزاد في رزقه فليبرّ والديه وليصل رحمه).. سبب لكسب برّ الأبناء لاحقاً: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (برّوا آباءكم تبرّكم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم). سبب لمغفرة ذنوب العبد: كما ورد في الآية الكريمة، قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ). سبب لتفريج الهموم والكروب: ويدل على ذلك ما روي عن ابن عمر رضي الله عنه، فقد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَتَمَشَّوْنَ أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ تَعَالَى بِهَا، لَعَلَّ اللَّهَ يَفْرُجُهَا عَنْكُمْ، فَقالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَامْرَأَتِي، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا أَرَحْتُ عليهم، حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بِوَالِدَيَّ، فَسَقَيْتُهُما قَبْلَ بَنِيَّ، وَأنَّهُ نَأَى بِي ذَاتَ يَومٍ الشَّجَرُ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما قدْ نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلَابِ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ قَبْلَهُمَا، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي وَدَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا منها فُرْجَةً، نَرَى منها السَّمَاءَ،  فَفَرَجَ اللَّهُ منها فُرْجَةً، فَرَأَوْا منها السَّمَاءَ). استجابة دعاء الوالد للولد البار: فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ثلاثُ دعَواتٍ يُستجابُ لَهنَّ لا شَكَّ فيهنَّ دعْوةُ المظلومِ ودعْوةُ المسافرِ ودعْوةُ الوالدِ لولدِه). بل هما سبب من أسباب قبول التوبة: ودلّ على ذلك قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (أنَّهُ أتاهُ رجلٌ، فقالَ: إنِّي خَطبتُ امرأةً فأبَت أن تنكِحَني، وخطبَها غَيري فأحبَّت أن تنكِحَهُ، فَغِرْتُ علَيها فقتَلتُها، فَهَل لي مِن تَوبةٍ؟ قالَ: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ قالَ: لا، قالَ: تُب إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ، وتقَرَّب إليهِ ما استَطعتَ، فذَهَبتُ فسألتُ ابنَ عبَّاسٍ: لمَ سألتَهُ عن حياةِ أُمِّهِ؟ فقالَ: إنِّي لا أعلَمُ عملًا أقرَبَ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ مِن برِّ الوالِدةِ).
وحقوق الابناء لاشيء امام حقوق الآباء، فلاتفكر أنه لك حق عند والديك لك، بل هو فضل وتكرم وعطف،تصور ان الام معها رخصة الا ترضع وليدها ،لايجبرها الشرع الا على رضعة الصمغة، لذا انظروا الى صيغة الحديث ( رحم الله أعان ولده على بره) ، أنت ومالك لأبيك إذا كان فقيرا، 
عندما تكون بارا بوالديك ستمسك التراب وينقلب ذهبا، 
كما جرى مع ولد بني اسرائيل الذي ترك له أبوه بقرة:
 رجل صالح من بنى إسرائيل يتحرى الدقة في كسبه فلا يرضى إلا بالحلال من الكسب ولا يفعل إلا الحلال من السلوك كان رجلا يبتغى وجه الله في كل ما يفعل وعندما حضرته الوفاة كانت ثروته هى بقرة صغيرة وله ابن وزوجة فما كان من الرجل إلا أن دعا الله قائلاً : اللهم أستودعك هذه. وكان دعاء الرجل يبغي به أن تكون البقرة الصغيرة وديعة عند الحق سبحانه وأن يكون عائدها لرعاية الزوجة والابن إن الرجل المؤمن لم يأتمن أحداً من قومه لذلك استودع ربه ما يملك فلم يجد أميناً إلا الله سبحانه. وأطلق الرجل بقرته ترعى في المراعى وقبل أن يموت قال لزوجته إنى لم أجد غير ربى استودعه بقرتى. وعندما سألته زوجته : أين البقرة ؟ قال لها : لقد أطلقتها في المراعى. مات الرجل وكبر أبنه فقالت له الأم : لقد ترك لك أبوك بقرة واستودعها عند خالق الكون سبحانه الذى لا تضيع ودائعه فقال الابن لأمه : وأين أجد البقرة لأستردها؟ قالت الأم : ألا تقول كأبيك لقد قال والدك : لقد استودعت البقرة عند الله فلتقل أنت : إنى أتوكل على الله تعالى وابحث عنها وسمع الابن كلام أمه وذهب إلى المراعى وسجد لله داعياً : اللهم رب إبراهيم ويعقوب رد عليّ ما استودعك أبى. وإذا بالبقرة تأتى إليه طائعة وكانت هذه البقرة تثير العجب من أمرها كانت قادرة على أن ترد يد كل إنسان يقترب منها. وهكذا أراد الله سبحانه أن يوضح - من خلال قصة البقرة - يقيناً إيمانياً جديداً لقد استودع الرجل المؤمن ثروته الله سبحانه قبل أن يموت وتوكل الابن على الله سبحانه وتعالى واسترد البقرة ورأى نفر من بنى إسرائيل الابن وهو يقود البقرة بعد أن عرفوا الصفات التى أرادها الله في البقرة المراد ذبحها وأراد هؤلاء القوم شراء البقرة من الابن فقدموا له الدراهم فرفض فقدموا له الدنانير فرفض فسألوه عن الثمن الذى يطلبه فأجاب الابن : لن أبيعها قبل أن أستشير أمى وكان ذلك الابن باراً بأمه كان يقضى نهاره في الاحتطاب - أى جمع الحطب - وكان يقسم ثمن ما يجمعه من الحطب إلى ثلاثة أقسام : قسم يأكل منه وقسم يعطيه لأمه لترعى أمورها وقسم ثالث يتصدق به. كما كان هذا الفتى يقسم ليله إلى ثلاثة أقسام : ثلث يكون فيه خاضعاً لأوامر أمه وراعياً لها ومنفذاً لرغباتها وثلث يكون فيه عابداً لله متبتلاً إلى خالقه عز وجل والثلث الأخير من الليل ينامه. وذهب الابن البار إلى أمه يستشيرها في أمر بيع البقرة وقال لها : عرضوا عليّ ثمناً لها ثلاثة دنانير فقالت الأم : وهذا المبلغ لا يساويها إنها تساوى أكثر. ثم عاد النفر من بنى إسرائيل يعرضون على الابن البار ستة دنانير ثمناً لها وعاد الابن البار يستشير أمه قالت الأم: مازال ذلك الثمن أقل من قيمة البقرة وعاد قوم من بنى إسرائيل يطلبون شراء البقرة باثنى عشر ديناراً لكن الابن رفض أن يبيع دون استشارة أمه وقال لهم: والله لا أبيعها حتى لو كان وزنها ذهباً إلا بعد مشورة أمى وأخيراً رضيت الأم أن يأخذوا البقرة بملء جلدها ذهباً وهكذا بارك الله فيما استودعه العبد المؤمن وبارك الله في الابن فكان باراً بأمه وبارك الله في الزوجة فطلبت من الابن أن يتوكل على الله تعالى وهو يبحث عن البقرة وبارك الله في البقرة ذاتها فجعلها قادرة أن ترد أى يد صاحبها وأخيراً بارك الله سبحانه للابن في عمله الذى يرعى فيه حق الله سبحانه وحق أمه وحق نفسه وبارك الله له في ليله الذى قسمه بين رعاية الأم وعبادة الحق ورعاية جسده لقد بارك الله في كل ماترك الرجل الصالح من بنى إسرائيل.

حتى لانقع في محظور أحاديث حرمة التصوير نقول عنه: حبس ظل ،فللإسلام موقف من التصوير الذي بدأ بنحت التماثيل وعبادتها
تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد .
التصوير من خصائص الله وحده، فليس لأحد أن يشاركه في هذا الخلق والإبداع، كما أن في التصوير وسيلة للغلو فيها، وفيه مشابهة لمن كانوا يصنعون التماثيل ويعبدونها، وفي إدخال الصور للبيت منع من دخول الملائكة، والشريعة تأمر بطمس الصور وعدم إظهارها، وحكم التصوير ليس على درجة واحدة، فهو يختلف باختلاف اعتقاد المصوّر، وباعتبار ما قام بتصويره.
حكم التصوير يختلف باختلاف قصد صانعها، وكذلك باعتبار الشيء الذي صوره، مما احتاج إلى بيان ذلك بشيء من الإيضاح.
أولا: باعتبار اعتقاد المصوِّر صانع الصورة، وهو على حالين: الحال الأول: من صنع الصورة يقصد مضاهاة خلق الله ومحاكاته في فعله، فهذا شرك أكبر، وكفر مخرج من الملة؛ كما بين ذلك أهل العلم كالنووي على شرح مسلم ، وابن حجر في فتح الباري، والطيبي في شرح المشكاة، والقاري في مرقاة المفاتيح.
 ويدل على هذا: ما جاء عن مسلم، قال: كنا مع مسروق، في دار يسار بن نمير، فرأى في صفته تماثيل، فقال: سمعت عبد الله، قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: ((إن أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة المصورون)).
 ويدخل في هذا الحكم كذلك من صنع الصورة لكن قصد بتصويرها أن تعبد من دون الله كأن يصور لأهل البوذية صورة بوذا، أو يصور للنصارى المسيح، أو يصور أم المسيح ونحو ذلك، فتصوير وثنا يعبد من دون الله، وهو يعلم أنه يعبد، فهذا شرك أكبر وكفر بالله. قال ابن رجب في فتح الباري: "فتصوير الصور على مثل صور الأنبياء والصالحين؛ للتبرك بها والاستشفاع بها محرم في دين الإسلام، وهو من جنس عبادة الأوثان". الحال الثاني: أن لا يقصد المضاهاة ولا العبادة؛ وإنما صنعها من باب العبث أو التجارة أو الهواية كأن يصنع من طين أو من الخشب أو من الأحجار شيئا على صورة حيوان وليس قصده أن يضاهي خلق الله، بل قصده العبث ؛ فهذا محرم، وكبيرة من الكبائر.
قال ابن رجب: "وتصوير الصور للتآنس برؤيتها أو للتنزه بذلك والتلهي محرم، وهو من الكبائر".
 قال امامنا النووي في شرح مسلم: "قال أصحابنا وغيرهم من العلماء: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم، وهو من الكبائر؛ لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره؛ فصنعته حرام بكل حال؛ لأن فيه مضاهاة لخلق الله تعالى، وسواء ما كان في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو فلس أو إناء أو حائط أو غيرها".
ثانيا: باعتبار المصوَّر وهو الشيء الذي تمَّ تصويره، وهو على أحوال:
1.إذا كان المصوَّر تمثالا مجسما، من ذوات الأرواح، فهذا محرم بالإجماع. قال ابن العربي المالكي: "حاصل ما في اتخاذ الصور أنها إن كانت ذوات أجسام حرم بالإجماع" وقال ابن عطيه "ما أحفظ من أئمة العلم من يجوزه".
2.إذا كان المصور من غير ذوات الأرواح كالأشجار والجبال، فهذا جائز صناعته عند جماهير العلماء ، لما جاء عن سعيد بن أبي الحسن، قال: كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما، إذ أتاه رجل فقال: يا أبا عباس، إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: سمعته يقول: ((من صور صورة، فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا))، فربا الرجل ربوة شديدة، واصفر وجهه، فقال: ويحك، إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح، ولقول سيدنا جبريل للنبي (صلى الله عيله وسلم): "فمر برأس التمثال فيقطع فيصير كهيئة الشجرة".
3.إذا كان المصور مرسوما باليد مما له روح، فالجمهور على تحريمه؛ لعموم الأدلة المانعة من التصوير.
4.إذا كان المصور مرسوما باليد مما ليس له روح، فهذا لابأس به ولاحرج، عند جمهور أهل العلم[. سواء صنعه الآدمي كأن يصور الإنسان سيارة أو طيارة لأنه إذا جاز صناعته جاز تصويره، فصنع الأصل جائز، فالصورة التي هي فرع من باب أولى. أو صور مما لم يصنعه الآدمي وإنما خلقه الله كأن يرسم شجرة أو جبل، لقول ابن عباس للرجل الذي أرد أن يصنع صور: إن أبيت إلا أن تصنع، فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح، ولقول سيدنا جبريل للنبي (صلى الله عليه ولم): "فمر برأس التمثال فيقطع فيصير كهيئة الشجرة".
5.إذا كان المصوَّر لعبة طفل مجسمة، فهي على نوعين:
أ‌-إذا كانت اللعبة من العهن والرقاع، فذهب الجمهور إلى جوازها؛ سواء أكانت اللعب على هيئة تمثال إنسان أو حيوان، فإن صنعها جائز، وكذلك بيعها وشراؤها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي (صلى الله عليه وسلم)، وكان لي صواحب يلعبن معي، وكان رسول الله إذا دخل يتقمعن منه فيسربهن إلي فيلعبن معي .
وجاء عند أبي داود  عن السيدة عائشة رضي الله عنها، قالت: قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من غزوة تبوك، أو خيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: ((ما هذا يا عائشة؟)) قالت: بناتي، ورأى بينهن فرسا له جناحان من رقاع، فقال: ((ما هذا الذي أرى وسطهن؟))، قالت: فرس، قال: ((وما هذا الذي عليه؟)) قالت: جناحان، قال: ((فرس له جناحان؟)) قالت: أما سمعت أن لسليمان خيلا لها أجنحة؟ قالت: فضحك حتى رأيت نواجذه).
 فالصورة الفوتوغرافية حبس ظل لم تتدخل يد في صناعتها وتصويرها حتى يجري عليها وعيد التصوير المحرم ، مثلا: النظر في المرآة حبس ظل(خيال) ،وكان لسيدنا رسول الله مرآة ،
فالقاعدة: كل صورة منحوتة أو بارزة لاشك بحرمتها ، 
المتأخرون من المذاهب سمحوا بالصورة الفوتوغرافية وخاصة المالكية ، فنحن لانتشدد في الحكم، نقول اذا علقت صورة والدك في صدر البيت وجاء ابنك وضربها بالطابة فكسرت هل تضربه ام تسامحه؟ بمعنى فقهيهل علقتها للتعظيم ام للذكرى؟ اذا ضربت ابنك فقد علقتها للتعظيم( وإنما العظمة لله ) فأصبحت حراما، وان علقتها للذكرى لاتضربه فتجوز. 
الخلاصة:
التماثيل محرمة في الإسلام سدا لذريعة عبادتها كما حدث لسيدنا نوح
 . قال عروة بن الزبير وغيره : اشتكى آدم عليه السلام وعنده بنوه : ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر . وكان ود أكبرهم وأبرهم به . قال محمد بن كعب : كان لآدم عليه السلام خمس بنين :  ود وسواع ويغوث ويعوق 
ونسر ; وكانوا عبادا فمات واحد منهم فحزنوا عليه ; فقال الشيطان : أنا أصور لكم مثله إذا نظرتم إليه ذكرتموه . قالوا : افعل فصوره في المسجد من صفر ورصاص . ثم مات آخر ، فصوره حتى ماتوا كلهم فصورهم . وتنقصت الأشياء كما تتنقص اليوم إلى أن تركوا عبادة الله تعالى بعد حين . فقال لهم الشيطان : ما لكم لا تعبدون شيئا ؟ قالوا : وما نعبد ؟ قال : آلهتكم وآلهة آبائكم ، ألا ترونها في  مصلاكم . فعبدوها من دون الله.
فأرسل الله سيدنا نوح فرفضوا ترك عبادتها وبقي فيهم ألف سنة فماآمن معه إلا اربعون بيتا.

نبي الله موسى عليه السلام هو كليم الله ، حيث أنعم الله عز وجل عليه بأن كلمه  بشكل مباشر، وحدث ذلك في مراتٍ مُحددة وفي أُمورٍ هامة ، من أهمها اختياره لهُ ، وفي أوقات حددها الله "ميقات" .
فكيف كان يسمع سيدنا موسى عليه السلام كلام الله وصوت الله؟..سؤال مهم في العقيدة. 
والإجابة: هي أن سيدنا موسى عليه السلام كان يسمع الصوت فقط ، ،فكان الله عز وجل يُرسل صوته فقط وبمشيئته وقُدرته وهو القادر على كُل شيء، وكان الصوت يأتي في المكان الذي يُحدده الله لهُ ، ويسمعه موسى من جميع الاتجاهات ، وكان يُعطيه الله إشارات لذلك وأمكنه يُحددها لهُ لسماع صوته ، ويقول لهُ أنا الله ، ليتلقى من الله ما هو مطلوب منهُ عن طريق صوته الذي أرسله لهُ من السموات العُلى ، لأن الله سُبحانه وتعالى لا يأتي إلى الأرض ، لأن كُرسيه الذي على العرش وسع السموات والأرض ، أما ما ورد من إتيانه أو نزوله للأرض ، فهذا يتم بمشيئته وعلى نفس الكيفية التي كلم بها نبيه ورسوله موسى عليه السلام.
ومن المعلوم لدى علماء أهل الحق أنّ كلام الله تعالى الأزلي الأبدي هو صفته بلا كيف وهو ليس ككلامنا الذي يُبدأ ثم يختم، فكلامه تعالى أزلي ليس بصوت ولا حرف ولا لغة، لذلك نعتقد أنَّ نبي الله موسى عليه السلام سمع كلام الله تعالى الأزلي بعد أن أزال الله تعالى عنه الحجاب الذي يَمنع من سماع كلام الله تعالى الأزلي الأبدي الذي ليس ككلام العالمين، وكذلك سمع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المعراج كلام الله تعالى الذاتي الأزلي، فقد أسمعه الله تعالى بقدرته كلامه الأزلي في ذلك المكان الذي هو فوق سدرة المنتهى وهو مكان شريف لم يُعص الله فيه وليس هو مكانًا يتحيز فيه الله، لأن الله تعالى موجود بلا مكان ولا يجري عليه الزمان، والله تعالى ليس حجما كثيفا ولا حجما لطيفا كالنور.
كان الصوت يأتي في المكان الذي يُحدده الله لهُ ، ويسمعه موسى من جميع الاتجاهات،
وكلامه تعالى قديم أزلي ليس شيئًا ينقص بمرور الزمان أو يتجدد شيئًا بعد شيء، والدليل على أن كلامه تعالى ليس حرفًا وصوتًا يسبق بعضه بعضًا قوله تعالى: ﴿وهو أسرع الحاسبين﴾ [سورة الأنعام/62] لأنه يكلم كلاّ منا يوم القيامة ويفرغ من حسابهم في وقت قصير في لحظة ولو كان كلامه لهم بالحرف والصوت لم يكن أسرع الحاسبين، ولا يجوز أن يعتقد أن الله تعالى يكلمهم بالحرف والصوت لأن الله تعالى كان متكلمًا قبل خلق اللغات اللغة العربية وغيرها.
أزال حجبا لانعرف كنهها ولاحقيقتها ، واسمعوا الآية :
(فَلَمَّاۤ أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِىِٕء ٱلۡوَادِ ٱلۡأَیۡمَنِ فِی ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَـٰارَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن یَـٰمُوسَىٰۤ إِنِّي أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ). [سورة القصص 30]
والشجرة كانت هي الحجاب الذي قال الله عنه
(۞ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن یُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡیًا أَوۡ مِن وَرَاۤىِٕ حِجَابٍ أَوۡ یُرۡسِلَ رَسُولࣰا فَیُوحِي بِإِذۡنِهِۦ مَا یَشَاۤءُۚ إِنَّهُۥ عَلِي حَكِیمࣱ) [سورة الشورى 51].

السمسرة حلال بشرط ، لم يجد العلماء في أجرة السمسار بأس لكن بشرط :
الشرط الأول:
أن يعرفها المشتري
الشرط الثاني:
أن يعرفها البائع .
لابد أن يعرفا ان السمسار سيأخذ العمولة الفلانية على البيعة.

 جاءت عددٌ من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبيّن أن كثرة الزلازل في آخر الزمان ستكون علامةً واضحةً وبرهاناً ظاهراً على قرب قيام الساعة قرباً شديداً، كمثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:  (لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن) رواه البخاري، والزلازل: جمع زلزلة، وهي حركة الأرض واضطرابها، ومعنى: (يتقارب الزمان): تقل بركته، وتذهب فائدته.
وعن سلمة بن نفيل السكوني رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال:  (بين يدي الساعة مَوَتانٌ شديد، وبعده سنوات الزلازل)  رواه أحمد، والمقصود بالموتان: كثرة الموت وانتشاره.
وعن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عنده فخاطبه قائلاً:  (يابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلايا والأمور العظام، والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك)  رواه البخاري.
والظاهر المتبادر إلى الذهن هو تفسير الزلازل بمعناها الحقيقي المتعارف عليه، وقد نجد في بعض كتب أهل العلم من يُفسّر الزلازل بالفتن، والحروب الواقعة في آخر الزمان لكثرة الحركة فيها، وقد بيّن الإمام ابن رجب الحنبلي بعد هذا التفسير عن الصواب فقال: "وأما كثرة الزلازل، فهو مقصود البخاري  في هذا الباب من الحديث، والظاهر: أنه حمله على الزلازل المحسوسة، وهي ارتجاف الأرض وتحركها، ويمكن حمله على الزلازل المعنوية، وهي كثرة الفتن المزعجة الموجبة لارتجاف القلوب، والأول أظهر؛ لأن هذا يغني عنه ذكر ظهور الفتن" وقول الإمام يتوافق مع سياق الأحاديث التي فصلت بين الحديث عن الفتن وعن الزلازل، ثم إن منهج العلماء أن يبقى اللفظ على معناه الظاهر دون صرفه إلى معنىً غيره من غير قرينةٍ تسوّغ لنا ذلك.
لكن ليس لنا ان نقول اننا قريبون من أمارات الساعة ، لأن هناك أمارات لم تظهر بعد
 هناك العديد من العلامات الوسطى التي لم تظهر بعد، ومنها ما يأتي:
١-  عودة جزيرة العرب جنات وأنهاراً؛ وقِيل بسبب الزراعة وحفر الآبار، ودليل ذلك قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (وحتَّى تَعُودَ أرْضُ العَرَبِ مُرُوجًا وأَنْهارًا).
٢-  انحسار الفرات عن جبلٍ من ذهب: حيث يقتتل الناس عليه، فيُقتل من كل مئةٍ تسعةٌ وتسعون، وقد يكون انحسار النهر بسبب تحوّل الماء عن مجراه لسببٍ من الأسباب، أو لذهاب مائه فيكشف عن ذلك الجبل، قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَحْسِرَ الفُراتُ عن جَبَلٍ مِن ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عليه، فيُقْتَلُ مِن كُلِّ مِئَةٍ، تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، ويقولُ كُلُّ رَجُلٍ منهمْ: لَعَلِّي أكُونُ أنا الذي أنْجُو).
ورواه مسلم عن أبي بن كعب بلفظ : ( يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ قَالَ فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ ) .
ومعنى انحساره : انكشافه لذهاب مائه ، كما يقول النووي ، وقد يكون ذلك بسبب تحول مجراه ، فإن هذا الكنز أو هذا الجبل مطمور بالتراب وهو غير معروف ، فإذا ما تحول مجرى النهر لسبب من الأسباب ومرّ قريباً من هذا الجبل كشفه ، والله أعلم بالصواب .
والسبب في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم من حضره عن الأخذ منه لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والاقتتال وسفك الدماء.
٣ -  خروج القحطاني والجهجاه، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصاهُ)، ويقول عليه الصلاة والسلام: (لا تَذْهَبُ الأيَّامُ واللَّيالِي، حتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ يُقالُ له الجَهْجاهُ)، فيظهر في آخر الزمان رجل من قحطان لم يُذكَر في الأحاديث اسمه، ويظهر آخر من المماليك يُسمّى بالجهجاه، وكلّ واحد منهما يحكم ويمسك بزمام الحُكم، وقد ضُرب المثل بعصى القحطاني؛ كنايةً عن شدّة طاعة الناس له أو خشونته عليهم. 
والمراد بكونه يسوق الناس بعصاه أنه يغلب الناس فينقادون له ويطيعونه ، والتعبير بالسوق بالعصا للدلالة على غلظته وشدته ، وأصل الجهجاه الصيَّاح ، وهي صفة تناسب العصا كما يقول ابن حجر ، وهل يسوق هذا الرجل الناس إلى الخير أم الشر ؟ ليس عندنا بيان من الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك.
٤- ريح تقبض المؤمنين:؛ ففي الحديث الذي تكلّم عن الدجال، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الحُمُرِ، فَعليهم تَقُومُ السَّاعَةُ)، دل الحديث على أنّ الريح تكون بعد يأجوج ومأجوج وخروج الدجال ونزول عيسى، بل وبعد خروج الدابة وطلوع الشمس من مغربها، حيث إنّ الدابة تخرج لتُفرّق بين المؤمنين والكافرين، وطلوع الشمس مصاحب لذلك، فلو كانت الدابة قبل الريح، لما بقي مؤمن على الأرض. هدم الكعبة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ)، ففي آخر الزمان يسيطر الحبشة على الكعبة، ويقودهم ذو السويقتَين؛ كناية عن دقة ساقيه، فيهدمون الكعبة، ويستخرجون كنزها، ولا يتم إعمارها بعد ذلك أبداً، ويكون ذلك إيذاناً بخراب الدنيا.
٥-  كثرة الزلازل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ)، وهذا يكون مع نزول الخلافة إلى الأرض المُقدَّسة، إذ تكثر الزلازل.
  ويتبع علامات الساعة الوسطى  عدّة أمور، منها: 
٦- ظهور المهدي، وهو رجلٌ رشيد من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، يوافق اسمه اسم النبي -صلى الله عليه وسلم-، واسم أبيه اسم والد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو رجل يخرج في آخر الزمان، حين يكون الظلم قد ملأ الأرجاء، فيخرج ناشراً للعدل، مقيماً للدين، طارداً للأهواء، يقول -عليه الصلاة والسلام-: (لو لم يَبقَ من الدنيا إلا يومٌ ، لطوَّل اللهُ ذلك اليومَ ، حتى يخرج فيه رجلٌ منِّي ، أو من أهلِ بيتي ، يواطئُ اسمُه اسمي ، واسمُ أبيه اسمَ أبي ، يملأُ الأرضَ قسطًا وعدلًا ، كما مُلِئَتْ جَورًا وظُلمًا).
.٧-  انتفَاخ الأهلّة :
من الأدلة على اقتراب الساعة أن يرى الهلال عند بدو ظهوره كبيراً حتى يقال ساعة خروجه إنه لليلتين أو ثلاثة ، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِن اقْتِرابِ السَّاعَةِ انتِفَاخُ الأهِلَّةِ ) – رواه الطبراني في " الكبير " ( 10 / 198 ) ،  .
وعن سيدنا أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ يُرَى الْهِلاَلُ قَبَلاً فَيُقَالُ : لِلَيْلَتَيْنِ ، وَأَنْ تُتخذَ المَسَاجِدُ طُرُقاً ) - رواه الطبراني في " الأوسط " ( 9 / 147 )  .
٨- . تكليم السّبَاع والجمَاد الإنسَ :
روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : " عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، قَالَ :: أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ فَقَالَ الذِّئْبُ : أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ .قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي : ( أَخْبِرْهُمْ ) ، فَأَخْبَرَهُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ ) رواه أحمد ( 18 / 315 ) وصححه محققو المسند .
 .
٩. إخراجُ الأرضِ كنوزَهَا المخبوءة :
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تَقِيءُ الْأَرْضُ أَفْلَاذَ كَبِدِهَا أَمْثَالَ الْأُسْطُوَانِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ، فَيَجِيءُ الْقَاتِلُ فَيَقُولُ فِي هَذَا قَتَلْتُ وَيَجِيءُ الْقَاطِعُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قَطَعْتُ رَحِمِي ، وَيَجِيءُ السَّارِقُ ، فَيَقُولُ فِي هَذَا قُطِعَتْ يَدِي ثُمَّ يَدَعُونَهُ فَلَا يَأْخُذُونَ مِنْهُ شَيْئًا ) .
وهذه آية من آيات الله ، حيث يأمر الحقُّ الأرض أن تخرج كنوزها المخبوءة في جوفها ، وقد سمى الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الكنوز ( بأفلاذ الكبد ) ، وأصل الفلذ : " القطعة من كبد البعير " ، وقال غيره : هي القطعة من اللحم ، ومعنى الحديث : التشبيه ، أي : تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها ، والأسطوان جمع أسطوانة ، وهي السارية والعمود ، وشبهه بالأسطوان لعظمته وكثرته " .
وعندما يرى الناس كثرة الذهب والفضة يزهدون فيه ، ويألمون لأنهم ارتكبوا الذنوب والمعاصي في سبيل الحصول على هذا العرض التافه .
١٠. محاصَرة المسلمين إلى المدينَة :
من أشراط الساعة أن يهزم المسلمون ، وينحسر ظلهم ، ويحيط بهم أعداؤهم ويحاصروهم في المدينة المنورة .
عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحَاصَرُوا إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدَ مَسَالِحِهِمْ سَلَاحِ ) – رواه أبو داود ( 4250 )  - .
والمسالح ، جمع مَسْلَحة ، وهي الثغر ، والمراد أبعد مواضع المخافة من العدو .
وسَلاَح ، موضع قريبٌ من خيبر .
 .
١١. فتنَة الأحلاس وَفتنَة الدَهماء ، وفتنَة الدهيماء :
عن عبدِ الله بنِ عُمَر قالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُعُودًا فَذَكَرَ الْفِتَنَ فَأَكْثَرَ ذِكْرَهَا حَتَّى ذَكَرَ فِتْنَةَ الْأَحْلَاسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا فِتْنَةُ الْأَحْلَاسِ ؟ قَالَ : ( هِيَ فِتْنَةُ هَرَبٍ وَحَرَبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّاءِ ، دَخَلُهَا - أَوْ : دَخَنُهَا - مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَزْعُمُ أَنَّهُ مِنِّي وَلَيْسَ مِنِّي إِنَّمَا وَلِيِّيَ الْمُتَّقُونَ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدُّهَيْمَاءِ لَا تَدَعُ أَحَدًا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَّا لَطَمَتْهُ لَطْمَةً فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ تَمَادَتْ يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا حَتَّى يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ فُسْطَاطُ إِيمَانٍ لَا نِفَاقَ فِيهِ وَفُسْطَاطُ نِفَاقٍ لَا إِيمَانَ فِيهِ إِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ مِنْ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ ) – رواه أبو داود ( 4242 ) وأحمد ( 10 / 309 ) – واللفظ له - ،  .
والأحلاس : جمع حلس ، وهو الكساء الذي يلي ظهر البعير تحت القتب ، شبهت به الفتنة لملازمتها للناس حين تنزل بهم كما يلازم الحلس ظهر البعير ، وقد قال الخطابي : يحتمل أن تكون هذه الفتنة شبهت بالأحلاس لسواد لونها وظلمتها .
والحَرَب بفتح الراء : ذهاب المال والأهل ، يقال : حَرِب الرجل فهو حريب فلان إذا سلب ماله وأهله .
والسراء النعمة التي تسر الناس من وفرة المال والعافية ، وأضيفت الفتنة إليها لأن النعمة سببها ، إذ إن الإنسان يرتكب الآثام والمعاصي بسبب ما يتوفر له من الخير .
وقوله : " كورك على ضلع " هذا مثل للأمر الذي لا يستقيم ولا يثبت ، لأن الورك لا يتركب على الضلع ولا يستقيم معه .
والدهيماء : الداهية التي تدهم الناس بشرها.

قال سيدي عبد القادر عيسى رحمه الله تعالى في كتابه حقائق عن التصوف:
وللمرشد شروط لا بد منها حتى يتأهل لإرشاد الناس، وهي أربع:
1- أن يكون عالماً بالفرائض العينية.
2- أن يكون عارفاً بالله.
3- أن يكون خبيراً بطرائق تزكية النفوس ووسائل تربيتها.
4- أن يكون مأذوناً بالإرشاد من شيخه.
وشرحها موجود في كتاب حقائق عن التصوف في باب "البحث عن الوارث المحمدي" فطالعه تستفد إن شاء الله. وإعلم أن المأذون، هو مأذون من الله تعالى ومن الرسول عليه الصلاة والسلام ومن شيخ الوقت رضي الله عنه ومن شيخه الذي رباه.
واعلم أن المرشد يجب أن يكون كما قال سيدي الهاشمي قدس الله سره العظيم: "عارفٌ بالله، صادق ناصح، له علم صحيح، وذوق صريح، وهمة عالية، وحالة مرضية، سلك الطريق على يد المرشدين وأخذ أدبه عن المتأدبين عارف بالمسالك ليقيك في طريقك المهالك، ويدلك على الجمع على الله،ويعلمك الفرار من سوى الله، ويسايرك في طريقك حتى تصل إلى الله. يوقفك على إساءة نفسك ويعرفك بإحسان الله إليك. فإذا عرفته (أي الله تعالى) أحببته، وإذا أحببته جاهدت فيه، وإذا جاهدت فيه هداك لطريقه واصطفاك لحضرته". قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} سورة العنكبوت آية 69 فصحبة الشيخ والإقتداء به واجب. والأصل فيه قوله تعالى: {واتبع سبيل من أناب إلي} سورة لقمان 15 وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} سورة التوبة 119. وقوله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعدُ عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} سورة الكهف 28.
وحقيقةً: لا يعرف أحد مقام المشيخة في الطريق إلا مشايخ الطريق أنفسهم. وكثيراً ما سمعت سيدي الشيخ محمد مضر مهملات حفظه الله يقول: "المشيخة أمانة، ويحرم على الشيخ إن لم يكن يعلم احوال مريده، قرُب أو بعُد عنه، أن يسّلك عنده أحد"، وكثيراً ما يتمثل رضي الله عنه بقول من قال: "ويعلم شيخي تقلبي في فراشي" ويحرم عليه أن يجمع عليه الناس إذا لم ينفعهم، أو لم يكن باستطاعته دلالتهم على الله تعالى ويعرفهم عليه"
واعلم أن للشيخ تعاريف كثيرة عرفه بها أهل الله تعالى:
فمنهم من يقول إنه من سلك طريق الحق وعرف المهالك والمخاوف فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه وما يضره. أو أنه الذي يحبب عباد الله إلى الله، ويحبب الله إلى عباده. وهو أحب عباد الله إلى الله. أو أنه قدسي الذات، فاني الصفات. أو أنه الذي يجلو بقوة نظر الباطن والإيمان صدأ الدنيا وحبها من قلب المريد حتى لا يبقى من كد ر الدنيا، وغشها وفحشها وعلائقها شيء في قلب المريد. وأخيراً: هو الشخص الذي يستقيم على الشرع. ومن لم يكن متصفاً بهذه الصفات فإنه لا يشم رائحة المشيخة قط.
والشيخ هو طبيب النفوس، مداوي القلوب، مجدد الدين في قلب المريدين، عارفٌ بالشريعة، سالك للطريقة، حائز للحقيقة. إلى الحد الذي يقدر فيه على معالجة الأمراض في نفوس طالبي الوصول إلى الله تعالى. وذلك برفع العلائق والعوائق والآثار، التي توجب غفلة الإنسان عن خالقه لأنها مصدر للحُجُب المظلمة والقيود المحكمة والأوصاف المردية، والأخلاق المنحرفة. وبالتالي تصرف الإنسان من طلبه إلى الله والسير في طريقه إلى ما تقتضيه من أهواء وميول طبيعية، وشهوات، وتعشقات وهمية وحسية، وآمال وأماني وهواجس، وظنون وتسهيلات ومخالفات وتكاسلات ورُخص، وأمراض قلبية وهذه مستعصية العلاج على غير المرشد: كالحقد، والحسد، والكبر، والعجب، ... وغيرها. ولا يمكن لأحدً أن يداوي هذه الأمراض  سوى أكابر الشيوخ الذين هم علماء الشريعة والحقيقة.
فبنفوذ بصائرهم يشاهدون أمراض الطالبين والسالكين فيعلمون ما تقتضيه تلك العلل بحسب حالها في تفاوت أحكامها في القلة والكثرة والشدة والضعف. من كثرة الإعجاب وقلته. ومن اختصاص كل واحدة منها بأثر معين في السالك. بحيث صار منها ما يوجب لبعض السالكين الانقطاع عن السلوك بالمرة، ولبعضهم بطء السلوك، وبعضهم التوقف في السلوك في بعض المراتب والأحوال والمقامات. ولبعضهم سرعة التعدي إلى مقام من مقام أدنى منه. فطبيب الأنفس هو العالم الرباني العارف بحال كل واحدٍ من الحجب والأحكام والتعويقات التي لا بدَّ لمن قصد باب القرب من حضرة الله تعالى ومن رفعها وإزالتها. وهو أي الشيخ الكامل. هو العارف بما يزيل كل واحد منها. وما يضاده. اعتماداً مع ما يعطيه تعالى من الأقوال، والأذكار والأعمال القلبية والقالبية. لأنه مختص بعلم البصيرة النافذة المؤيدة بالرأي الموفق عن الشهود والمحقق والعلم اليقيني بمراتب الخلق وبأسماء الله تعالى ومقتضياتها وتجلياتها.
ووقوفه على أسرار المنازل والمقامات والأحوال لتحققه بها صورة ومعنى كما هو عليه حال الرسل والأنبياء صلى الله عليهم وسلم جمعياً، وكبار المشايخ الذين أفاض الله تعالى عليهم علوم الشريعة والطريقة والحقيقة. ومعرفة الأمراض وعلاجاتها. ولا تسلك على يد شيخ مدعٍ غير سالك للطريق، وما أكثرهم. وما أكثرهم. فشرط الشيخ أن يكون كما قال سيدي ابن البنا:
سلك الطريق ثم عادا
         .ليخبر القوم بما استفادا
وقول القائل:
سلّم لأناس قد سلكوا.
       ..سبل الإحسان وما تاهوا
وقد وردت قصة مشهورة جرت مع سيدنا أبي يزيد البسطامي قدس الله سره، هذا نصها: "قال سيدنا أبو يزيد البسطامي لبعض أصحابه: قم بنا حتى ننظر إلى هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية. وكان رجلاً مقصوداً مشهوراً بالزهد. فمضينا إليه. فلما خرج من بيته ودخل المسجد. بصق تجاه القبلة فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه. وقال :هذا غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يكون مأموناً على ما يدعيه" وبالتالي نبهنا سيدنا أبو يزيد قدس الله سره أن كل إنسان يدعي الكمال ويخالف شيئاً مما ذكر في الشريعة، صغُر لأم كبُر. فلا يقتدى به ولو أتى بعبادة الثقلين، ولو أكرم الخوارق: أنظر إلى قوله قدس الله سره: "لو نظرتم إلى أعطي من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة". وقد قال سيدي زروق قدس الله سره في قواعده: " وكل شيخ لم يظهر بالسنة فلا يصح إتباعه لعدم تحقق حاله وإن صح في نفسه وظهر عليه ألف ألأف كرامة من أمره".
وهذا أهم شرط في الاقتداء بالشيخ. وهو حفظ الشريعة ظاهراً وباطناً قلباً وقالباً والتأدب بأدابها، أمراً ونهياً. والاستقامة على ذلك. وبالتالي يكون قد حاز الكرامة العظمى.
وقد كثر أدعياء التصوف كثيراً، واتخذوا طريق أهل الله مهنة يستجدون منها جاهاً أو غير ذلك. وهؤلاء الناس ينكشفون بسرعة وهو امتحان للمريد وبالتالي فلا يجب التسليم لهم، بل لا تميل لقولك: "أنهم هم الأشياخ" فالشيخ هو كما قال سيدي ابن عطاء الله السكندري: "ليس شيخك من سمعت منه إنما شيخك من أخذت عنه، وليس شيخك من واجهتك عبارته، وإنما شيخك الذي سرت فيك إشارته، وليس شيخك من دعاك إلى الباب، وإنما شيخك الذي رفع بينك وبينه الحجاب. وليس شيخك من واجهك مقاله، وإنما شيخك الذي نهض بك حاله. شيخك هو الذي أخرجك من سجن الهوى، ودخل بك على المولى. شيخك هو الذي ما زال يجلوا مرآة قلبك حتى تجلت فيها أنوار ربك. أنهضك إلى الله فنهضت إليه. وسار بك حتى وصلت إليه. ومازال محاذياً لك حتى ألقاك بين يديه فزجَّ بك  في نور الحضرة وقال: ها أنت وربك"
وإعلم أن الوقوع في شرك الأدعياء كثر في هذا الزمان ولكن الله حافظ لمريديه الصادقين. ولا تبر حتماً أن تظهر بارقة حق للطريق الحق. فعليك استغلالها والتمسك بطريقك. وهذه ميزة هامة من ميزات الشيخ الحقيقي المأذون إذناً مأخوذاً عن شيخ مأذون آخر وهكذا انتهاءً بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. واعلم أنه يجب على صاحب الإذن أن يكون له حال يثبت فيه سر إذنه. وهذا الحال يظهر على الشيخ بكرامات أو مكاشفات أو علوم لدنية، أو تظهر على مريديه. من علم وصلاح، أو رؤىً مؤيدة لأقوال الشيخ أو أفعاله. أو معلمةً للمريد أموراً غيبية حقّة، أو مؤدبة له، كما حدث لكثير من مريدي سيدي الشيخ رضي الله تعالى عنه. أو أن تظهر أحواله في غيره.
والأذن قد يكون كتابياً كما تم التعارف عليه حديثاً. حيث يكتب الشيخ ورقة يبين لمأذونه أنه أذن له بتلقين الأوراد كلها أو بعضها. أو شفهياً بوجود شهود، أو قلبياً وهو المعول عليه لأنه هو الأساس. فلا بد للأذن الخطي أو الشفهي من إذن قلبي باطني يدعمهما. وعادة كتابة الإذن عادة محدثة. وهي جيدة في زمن كثر فيه المدّعون. ولكنها ليست كافية. فكم من أذنٍ قد زوِّر. أو كتب ولم يبلغ المريد بعد مبلغ الرجال وهذا ما يحدث عندما يكتب شيخٌ غير مأذون لمريد له. أما الشيخ المأذون فإنه يعلم من سيأذنه ويستشف ذلك من سلوكه ومن تعامله مع أخوانه ومن بعض المرائي التي يراها سواءً مناماً أو يقظةً وكما يقول سيدي محمد مضر مهملات رضي الله عنه: "لا يوجد أبٌ لا يعرف أولاده" وكل ذلك يكون دافعاً للحفاظ على سر الطريقة من أن يقع بين أيدي متصوفة جاهلين لا يعرفون سر الإذن، ولا يحفظونه. وكم من إذن خطي عند مأذون وهو ليس بمأذون. وكم من شيخ لا يحمل إذناً خطياً لكنك تراه يفيض شريعة وحقيقة. فتعلم عندها كما قال سيدي الهاشمي في إجازته لسيدي عبد القادر عيسى قدس الله أسرارهما ورحمهما جميعاً: "واعلم أن الإذن الحقيقي والإجازة الحقيقية هي ما حصل لكم من الإذن الشفهي الباطني والإجازة القلبية الحقيقية. فهي التي يُعمل بها. وهي التي تنفعل لها القلوب وتنقاد لها النفوس. ولولا الضرورة لما اعتاد عليه الناس من الإجازة بالكتابة، لما كتب أهل الله إجازة لمأذون من الله ومن الرسول ثم منهم إجازة شفوية قلبية حقيقية".
وبالتالي فالإذن القلبي هو المعول عليه باطناً، والالتزام بالشرع هو معيار قبولك لشيخ ستتخذه مستقبلاً كمرشد للطريق إلى الله. وكما يقول سيدي الشيخ مضر حفظه الله تعالى: "الميزان الذي تزين به الشيخ هو الشريعة الإسلامية والحلال والحرام والالتزام بالسنة المطهرة على صاحبها افضل الصلاة والسلام، وليس الميزان هو هوى نفسك".
وقد ذكر سيدي الششتري في رائيته صفات المرشد وشرحها القطب الكبير سيدي عبد العزيز الدباغ بشرح مفيد جداً. هذا نصه:
وللشيخ آيات إذا لم تكن له.
..فما هو إلا في ليالي الهوى يسري
قال سيدي عبد العزيز: "ولشيخ التربية علامات ظاهرة وهي أن يكون سالم الصدر على الناس. ليس له في هذه الأمة عدو (من جهته). وأن يكون كريماً إذا طلبته أعطاك. وأن يحب من أساء إليه وأن يغفل عن خطايا المريدين، ومن لم تكن له هذه العلامات فليس بشيخ"
إذا لم يكن علم لديه بظاهرٍ
.ولا باطنٍ فاضرب به لجج البحر
قال الشيخ: "مراده بعلم الظاهر علم الفقه والتوحيد أيالقدر الواجب منهما على المكلف، ومراده بعلم الباطن معرفة الله تعالى".
وإن كان إلا أنه غير جامــع ٍ .لوصفهما جمعاً على أكمل الأمر
فأقرب أحوال العليل إلى الردى
..إذا لم يكن منه الطبيب على خُبرِ
قال الشيخ: "وإن وجد الشيخ إلا أنه لم يكن جامعاً لوصف العلم الظاهر والباطن جمعاً كاملاً فأقرب أحوال المريد معه إلى الهلاك. وقوله إذا لم يكن منه الطبيب على خُبر، يريد أن هذا الشيخ الذي ليس بجامع لقصور علمه لا يعلم ما يضر المريد فأقرب أحوال المريد معه إلى الهلاك. قال سيدي منصور: "إذا كانت صحبتك مع شيخ كامل فاحرص أن تفنى عن مرادك في مراده. واطلب ألا تعيش بعده. فسلامتك مع غيره غريبة ووصلك أغرب وأعجب من كل شيء"".
ومن لم يكن إلا الوجود أقامه
...وأظـهر منشـور ألويـة النصر
فأقبل أرباب الإرادة نـحوه.
..بصدق يحل العسر من جلمد الصخر
وآيتـه ألا يميـل إلى هوى
..فدنيـاه في طيٍ وأخراه في نشر
قال الشيخ: "ومن لم يكن الشيوخ أثبته شيخه من المشيخة بالإذن له فيها لكونه مات عنه قبل أن يكمله. ولكن أثبته فيها الناس وأظهروره فيها منشورة أعلام النصر بحيث نصر الله به أعلام المريدين على نفوسهم وهوهم وشياطينهم. فأقُل بسب ذلك النصر لأرباب الإرادة وأهل الهمة الذين يرغبون في القرب إلى الله عز وجل بصدق يخرق الصخور فهذا شيخ مقبول أيضاً. يريد أنه يحتمل أن يكون قد تكمل على يد رجال الغيب أو أنه يأخذ على يد سيدي أحمد الخضر. وقوله آيته أي علامته الظاهرة الدالة على استحقاقه رتبة المشيخة. أن لا يميل إلى هوى في تربيته بما يبدو من شاهد حاله وتكون دنياه في استتار وآخرته في انتشار. فقوله فدنياه في طي كناية عن الزهد فيها والإعراض عنها كما أنه قوله وأخراه في نشر، كناية عن الرغبة فيها والإقبال عليها" وهنا نشير إلى أنه إذا لم يكتمل في زمان شيخه الذي مات عنه فهذا المريد إن ظهرت عليه أمارات الفتح وعلامات الخير وأعرض عن الدنيا وأقبل على الآخرة ووقع الفتح على يديه للمريدين فهذا أيضاً شيخ".
وإن كان ذا جمعٍ لأكل طعامه
..مريدٌ فلا تصحبه يوماً من الدهر
قال الشيخ: "معنى كلامه إن كان شيخ التربية يجمع الناس لأكل طعامه فلا تتبعه ولا تصحبه يا مريد أبداً. ويريد والله أعلم إذا كان يجمع الناس لأكل طعامه ولا أثر له فيهم بفتح فإن هذا يصير الاجتماع  عليه لأجل طعامه، لا لأجل الله عز وجل. أما إذا كان يجمع الناس عليه ليجمعهم على الله وله مع ذلك طعام فلا بأس بصحبته واتباعه".
ولا تسألن عنه سوى ذي بصيرةٍ
 ..خليّ من الأهواء ليس بمغتر
قال لاشيخ: "المعنى أن لا تسأل عن شيخ التربية إلا من جمع ثلاثة شروط: أن يكون ذا بصيرة، وأن يكون خالياً من الأهواء، وأن لا يكون مضطراً. فكونه ذا البصيرة احترازاً من السالك المحض الذي ليست له معاملة القلوب فإنه إذا سئل عن شيخ التربية يحيل على سالك آخر، هو أكثر منه اجتهاداً وأدوم على الأوراد وأحفظ للوظائف لأنه يرى أن هذا المقام هو غاية الطريق. وإن التفاوت بين أهله هو بالقوة والضعف. والسالك المحض ليس أهلاً للمشيخة ولا يبلغها. وكونه خالياً من الأهواء احترازاً من صاحب التعصب ولو كان ذا بصيرة. فإن المتعصب للشخص إذا سئل عن شيخ التربية ربما حل عليه لأجل التعصب. وكونه ليس مفتراً احترازاً ممن لا يعرف اصطلاح القوم في وصف شيخ التربية فإذا سئل عن شيخ التربية ربما يحيل على المجذوب المحض ليس أهلاً للمشيخة ولا يبلغها". انتهى، نقلاً عن شرح سيدي عبد العزيز الدباغ على رائية الششتري.
وكثيراً ما سمعت من سيدي محمد مضر مهملات حفظه الله ما معناه أن الشيخ الوارث المأذون هو المملوء من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا ما راقبت حركاته وسكناته تجدها أصلاً في السنة الشريفة. والوارث المحمدي الصادق هو من يسقيك حب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وغير ذلك باطل. فالأبواب إلى الله عز وجل مبدؤها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. والشيخ الحقيقي إذا نظر فيك أخذ لبَّك، وغيَّبك عن وجودك، وأزاح عنك هموم الدنيا. لا يدلك على نفسه أبداً، بل يدلك على الجمع على الله وعلى الهرب مما سوى الله. فإن صادفت الأول فاهرب منه وتجنبه وإن صادفت الثاني فلازمه واخدمه تنل إن شاء الله. والشيخ هو جسر يمشي عليه المريد حتى يصل إلى الله والأشياخ وسائل وليسوا غايات. فنحن نعبد الله ولا تشرك به شيئاً. وإنما نحن نمتثل أمرهم لله، ونحبهم لله لا لشيء سواه.
واعلم أن شروط المرشد كثيرة جمة، لا يسعنا الإحاطة ببعضها فضلاً عن معظمها لأن مشربهم، رضي الله عنهم، صعب المرتقى إلا لمن ارتقاه من الصادقين ولكن في الشروط الأربعة التي ذكرها سيدي عبد القادر عيسى رضي الله عنه كفاية. وزاد عليها أيضاً: "أن يكون عالماً بعقيدة أهل السنة والجماعة في التوحيد. وأن يتحقق بعقيدة أهل السنة عملاً وذوقاً بعد أن عرفها علماً ودراية، وأن يكون قد زكى نفسه على يد مربٍ ومرشد. وأنه أجيز من شيخه ...
ويلزمك يا سيدي أثناء بحثك عنه الأدب مع كل شيخ تقابله حتى ولو لم تلتمس فيه الشيخ المناسب لك. ولا يمنع أن تلجأ إلى الاستخارة لكل شيخ تقابله حتى وإن يرتح قلبك له من النظرة الأولى فإنك لا تدري أين وضع الله سره، وقدر لك الوصول على يد أي منهم؟ فيجب عليك التأدب مع كل شيخ وكل مسلم وكل مخلوق، فالطريق طريق أدب.
"من علامة المرشد أموراً يمكن ملاحظتها:
إذا جالسته تشعر بنفحة إيمانية ونشوة روحية، لا يتكلم إلا لله، ولا ينطق إلا بخير. تستفيد من صحبته كما تستفيد من كلامه. وتنتفع من قربه كما تنتفع من بعده. ومنها أن تلاحظ في أخوانه ومريديه صور الإيمان والإخلاص والتقوى والتواضع. ومنها أنك ترى تلامذته يمثلون مختلف طبقات الأمة، وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليست العبرة بقلة أوكثرة المريدين وإنما العبرة العبرة بصلاح هؤلاء المريدين وتقواهم"
وخير ما نختم به صفات المرشد قصيدة سيدي أحمد العلوي قدس الله سره العظيم الذي يقول فيها:
ومن لم يغن المريد أول نظرته
 ..فهو في قيد الجهل يعتمد الجهلا
فلا شيخ إلا من يجود بسره 
...حريص على المريد من نفسه أولا
ويرفع عنه حجباً كانت لقلبه
  ...منيعة عن الوصول للمقام الأعلى
ويدخل حضرة الله من بعد فضله
.. ويرى ظهور الحق أينما تولى
ويفنى عن العالم طراً بأسره
....فلا قاصرات الطرف يهوى ولا خلا
فهذا تالله شيخ ليس كمثله
..فهو واحد العصر فريد في الجملا
فهو النجم الثاقب إن رمت قربه
..وإن نفسك عزت فهو منه ا أغلى
كساه رسول الله ثوب خلافة.
..كساه رسول الله ثوب خلافة
ولكن هو الوارث لسر ربه
 ..صفي نقي القلب بالحسن تجلا
أخذ عن رسول الله علماً كفى به
..أنه علم الباطن في القلب تدلى
علمٌ كان مكتوماً عن الخلق جملة
...وسرٌ كان مصونا ً باللفظ لا يتلى
عزيز حوى عزيزاً حل في قلبه
...ولله العزة وللرسول والولاة
هم بدل للرسل في كل أمة
. قاموا بدعوة الحق واستوجبوا الفضلا
هنيئاً لهم من قوم قد جاد ربهم
....عليهم بقربه وبالرضى تجلى
هم القوم لا يشقى جليسهم قد قال.
.نبيهم في الصحيح صح ما قد قالا
هم العروة الوثقى بهم فتمسكن
.هم أمان أهل الأرض في الخلا والملا
لهم قلوب ترى ما لا يرى غيرها
.....أيقاظ وإن ناموا ففي نومهم وصلا
والخلاصة أنك إذا ارتحلت قولاً وفعلاً في طلب المرشد بصدق وهمة. فاعلم أن هذا المرشد يكون بانتظارك. فإن كان رزقك عنده فلا تمل في طلبه.
فإن فقد المرشد الكامل في عصر من العصور ناب في البحث عنه كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اتصالا روحيا لجميع الكمالات التي حباه الله تعتلى بها واقتداء بتلك الكمالات واتباعا تاما له تنفيذا لامر الله تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة..). وعليك ان تعلم انه موجود ولكنه غائب عنك ،وليس أنه غائب عن الساحة الإسلامية، وجوده لاينقطع وانما يفقد في مكان انا موجود فيه، انا في دمشق وهو في مكة مثلا ،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. والحمد لله.

هناك تشريعات خاصة بالمرأة، منها فرض الحجاب، ومنها صلاتها خلف الرجال، ومنهت طهارتها من الحيض والنفاس....عدم خروجها من بيتها الا بإذن زوجها ، عدم السماح لأحد بدخول بيت الزوجية الا بإذنه وتكاليف اخرى، فإن تركت شيئا من الفروض المترتبة عليها نقص ايمانها وتسمى فاسقة، مؤمنة فاسقة اي ناقصة الايمان وليست خارجة عن دينها وتركت ملة الاسلام ، مادامت تصلي وتصوم وتقوم بواجباتها الدينية فهي مسلمة ، وكذلك قضية الحجاب، ثوابها منفرد، كل عمل له ثوابه ، اذا تركت شيئا فهي عاصية، وهذه المعصية تحتاج الى توبة نصوح ، أما وضع الحجاب غصبا عنها فهو بيد الولي وليس بيد الزوج ، الولي مسؤول أمام الله أن يفعل هذا ، وبالنسبة للزوج ارى لمثل هذه الحالة التدرج في تشريع الحجاب معها ، والاصل ان البنت اذا بلغت عشر سنوات وهو احتمال سن البلوغ بالمسبة لها الت تخرج من بيتها إلا بالحجاب ،  وانت نفسك لاتخرج معك إلا بالحجاب ولو خرجت مع أمها بلا حجاب، ودائما انت كثر مشاويرك ، فإنها تبدأ تعتاد على لبسه ، فاذا بلغت تعودت على الحجاب، أما لو أنك قصرت في امرها بالحجاب في زمنه الشرعي ، فعليك أن تتحمل نتائج النفور من الحجاب، قال: يحب ابنته، لايريد ازعاجها بالحجاب،...عجبا ..ثم عجبا ..تبحث عن إرضاء ابنتك وتركت إرضاء الله ورسوله؟!
تعرفون الفلاح أفهم من ابن المدينة، اتعرفون ماذا يفعل؟ اذا رأى غصنا جديدا مائلا يقوم بوضع خشبة ليرفع قوام الغصن ويبقى مستقيما ، يفعل ذلك في وقت مبكر من النبات حتى اذا اشتد عوده بقي مستقيما جالسا لا انحناء فيه، يعتني بغصن شجرة ولايعتني بابنته ،وابنته اعز من الشجرة:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
وليس ينفع إن قومته الخشب.
انت غلطت تزوجت امرأة غير متحجبة فوعيت ابنتها عليها وهي بلت حجاب، اما لو كانت متحجبة ورأت أمها لانتنازل عن حجابها، وعيت عن امها واختها وخالتها وعمتها الحجاب ، لاشك ولاريب انها ستنحو نحوهم ، تعلمها عند الصلاة ان تضع حجابا مقدسا لتخاطب الرب جل جلاله فيقع في قلبها هيبة الله وهيبة الشريعة والحلال والحرام ، وهكذا مظاهر الاسلام ، أما فجأة وضرب وقهر لتضع حجابها وإلا أطلقك ...الاسلام شرع التشريعات بالتدريج..أتعرف ان الناس في بداية الاسلام ١٢ سنة كانوا لايصلون؟؟ وانما هو تثبيت أمر العقيدة والتوحيد وأصول الدين ،ثم نزلت فرضية الصلاة قبل الهجرة بسنة....
حضرتك أخطأت في التسرع وكان عليك التدرج به ،
فهل من حل لذلك ؟
١ - تحضر ابنتك وتقرأ معها آيات الحجاب وتفسيرها وأحاديثها وقصص الصحابة مع الحجاب بأسلوب هادئ ناعم ..
٢ - لك هدية اذا حفظت آية الحجاب واحاديثه ..
٣ - تبدأ البنت في خلواتها بحفظ الآية والحديث وهي تحفظ تبدأ تتفكر بالمعنى لتحفظ بشكل صحيح : يدنين عليهن من جلابيبهن...من على رأسها ..ذلك ادنى ان يعرفن فلت يؤذين...ومتى لاتعرف المرأة ؟ اذاغطت وجهها...
تأتي إلى أحاديث الصحابيات وكيف خرجن متسترات متجلببات كانهن الغرابيب السود..
ومن كثرة الترديد يبدأ القلب بالخفقان ...
٤ - وتقوم وهي تسمع النصوص الشرعية بشرح كلماتها والتعجب من حسن تنفيذ الصحابيات الاوامر الشرعية،
٥ - زرع محبة الله ورسوله في قلب ابنته ، والتعبير عن الحب انما يكون بالاتباع والامتثال ، اذا احبت الله نفذت اوامر الله ، اي انسان اذا لم يحب انسانا لايسمع كلامه ولا يعتبره ،لذلك كانت محبة النبي فرض آخر غير محبة الاتباع، 
٦ - وهو أمر مهم عدم اختلاطها بأقاربها غير المحجبات لأنهن سيراودنها على التكشف وتحبيب السفور ، ويمكن يصطحبونها إلى الماتينه والسواريه والحفلات الماجنة ،
أنت يجب عليك إعلان إسلامك إشهار إسلامك ، كن رجلا من رجالات الإسلام ، حافظ على بيتك من الهجمات المنحلة على مجتمعنا ،
(وَدَّ كَثِیرࣱ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ لَوۡ یَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِیمَـٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدࣰا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَیَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَٱعۡفُوا۟ وَٱصۡفَحُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِۦۤۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ)
[سورة البقرة 109]
 فأنت كمسلم في الدرجة العليا من المكانة فحافظ عليها.

الذنب هو المخالفة ومعصية الإنسان .
و "الذنوب" إما كبائر مثل: شهادة الزور، عقوق الوالدين، وإما صغائر، وهي: "اللمم" التي ليست من الكبائر.
وقد وعدنا الله تعالى بالمغفرة عند التوبة،
 يقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ)، ويقول أيضًا (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).
فعلى الإنسان أن يستغفر الله ويتوب عن الذنب، ويكون لديه إرادة على عدم العودة للذنب مرة أخرى، وحال ضعفت نفسه عليه أن يجدد التوبة وسوف يتوب الله عليه، ولكن هذا لا يجعل الإنسان يستغل التوبة للاستمرار في المعصية؛ لأن الإنسان لا يضمن أن يعيش حتى يتوب عن الذنب الذي يرتكبه، معقبًأ: "لو ضامن تعيش يومين تلاتة اعمل ذنوب زي ما أنت عايز وتوب".
 .. النّبيّ الكريم صلوات الله عليه جاءه رجل فقال يا رسول الله: أحدنا يذنب، قال: يُكتب عليه، قال: ثمّ يستغفر منه، قال: يُغفر له ويُتاب عليه، قال: فيعود فيذنب، قال: يُكتب عليه، قال: ثمّ يستغفر منه ويتوب، قال: يُغفر له ويُتاب عليه، ولا يملّ الله حتّى تملّوا).
وأكبر ذنب في الإسلام هو الشرك بالله تعالى، قال تعالي: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا".
فالله سبحانه قد يغفر الذنوب ويتجاوز عنها بتوبة العبد ورجوعه الي الطريق المستقيم إلا الشرك فإنه ظلم عظيم وإثم كبير قال تعالي “إن الشرك لظلم عظيم” وروى البزار بسنده عن سيدنا  أنس قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :  (الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره وظلم لا يتركه: فأما الظلم الذي لا يغفره فالشرك قال تعالى : إن الشرك لظلم عظيم” وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم. وأما الظلم الذي لا يتركه الله فظلم العباد بعضهم بعضا حتي يدين لبعضهم من بعض.
وإن التوبة تكفر الذنوب إلا الشرك: قال تعالى "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ".
والله لا يمل حتى تملوا فعلى العبد أن يكثر من التوبة مهما عصى ربه فهو الغفور الرحيم. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فعليه أن يكثر من التوبة مهما كرر المعصية حتى يوفقه الله للامتناع عن هذه المعصية لقوله تعالى "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ"
 ومن فعل المعصية أن يكثر مع التوبة من النفقة والاستغفار والصلاة على النبي، فالصدقة تطفئ غضب الرب.
والإنسان إذا تورط وارتكب جريمة الزنا، ينبغي عليه أولا أن يستر نفسه ولا يجاهر بما فعل محدثًا غيره بما فعل، وعليه أن يندم ندمًا شديدًا ويتوب إلى ربه ويصر على عدم العودة إلى هذا الفعل مرة أخرى.
كما ينبغي أن يستزيد من الأعمال الصالحة كما قال الله تعالى: « وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ (114)»هود.
ويعتبر دليل قبول التوبة؛  التوفيق للعمل الصالح بعدها.
ويشترط في التوبة:
الصدق في الندم والحرقة على التفريط في حق الله والعزم على عدم العودة إلى الذنب وثالثًا الإنابة إلى الله تعالى وكثرة الاستغفار، ومن آداب التوبة التي عد منها: اختيار الصحبة الصالحة والبعد عن الأسباب المؤدية إلى الذنب
التائب من الذنب المتكرر ليس منافقا والعياذ بالله ، المنافق هو الذي يعود عمدا الى الذنب ،يسمونها توبة الكذابين ، يتوب فقط ظاهرا ،أما الذي يجزم على عدم العود إلى الذنب فثوبته صحيحة ولو عاد إليه بعد ذلك غير متعمد .

الأمة الإسلامية مأمورة بغض النظر ، هذا الشاب لو ماعنده دين كان وقع في المعصية ، فهنيئا لمن عنده الوازع الديني الذي منعه من فعل مالاينبغي ، والحمد لله أن البنت من أصل طيب وإلا كانت جرته إلى المعصية،
أخي ! ليس كل فتاة تعجبك ثصارحها برغبتك في خطبتها، هناك شروط ينبغي توفرها في الفتاة ،
اول شرط من شروطها أن يكون لباسها إسلاميا، لأنك لن تستطيع ملازمتها دائما فيجب أن تطمئن أنها متسترة لايراها أحد من غير محارمها، أنت تحتاج إلى فتاة تصون عرضك وترعاك في غيابك عن البيت،
ثاني شرط تسأل عن عائلتها ، نظافة الاسرة، طب الجرة على فمها تطلع البنت لامها، خذوا البنات من صدور العمات، اخواتها ، تاريخ أسرتها، هذه المرأة ستحمل اسمك...أتعرفون إخوتي ماهي الموضة اليوم، الموضة تغيير أسماء الأسر لتحمل اسم أسرة مشهورة أو دينية، ينتقل الأب إلى مدينة أخرى ويحمل اسم عائلة أخرى تمويها على ماضيه المخزي،  
ثالث شرط : رفيقاتها في الجامعة مع من تقف وتختلط وتذهب وتعود ، الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله، 
إذا كملت الشروط الدينية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية تطرق باب بيتها خاطبا .
الآن ربما تقول لي هل يمكن اسقاط شرط الحجاب من الحساب؟ أقول لك: ستندم إن فعلت ذلك ، هذه في المستقبل عندما تنجب لك بنات ستتاهل بقضية حجاب بناتها كما تساهلت انت معها، ستنشأ ابنتك متساهلة في حجابها ، وستستمر هذه السوسة في نسلك بسبب انك تساهلت في أمر فرضه الله عليك ، وستكون هذه المعاصي المتتالية في صحيفتك حتى وإن مت ، وتكون حضرتك تركت اختيار الأحسن والأفضل في زواجك.