
أولاً: معنى الوسوسة:
تقدم أن الوسوسة هي حديث النفس، وحديث الشيطان بما لا نفع فيه ولا خير.
وقال الفيروزآبادي: " الوسوسة والوسواس ما يلقيه الشيطان في القلب" [بصائر ذوي التمييز(5/ 208)].
وقال الراغب: "الوسوسة: الخطرة الرديئة" [المفردات ص (522)].
ثانياً: أنواع الوسوسة :
قال ابن تيمية " الْوَسْوَسَةُ نَوْعَانِ: نَوْعٌ مِنْ الْجِنِّ وَنَوْعٌ مِنْ نُفُوسِ الْإِنْسِ. كَمَا قَالَ: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ فَالشَّرُّ مِنْ الْجِهَتَيْنِ جَمِيعًا وَالْإِنْسُ لَهُمْ شَيَاطِينُ كَمَا لِلْجِنِّ شَيَاطِينُ " [مجموع الفتاوى، تحقيق. أنور الباز - عامر الجزار 17/ 517].
فالوسوسة تأتي من الإنس كما تأتي من الجن، لكن الجن وسوسته إلقاء خفي، والإنس وسوسته إلقاء في الأذن كما ذكر ابن القيم.:" في قوله تعالى ﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 6] يعني أن الوسواس نوعان: إنس وجن، فإن الوسوسة الإلقاء الخفي، لكن الإلقاء الإنسي بواسطة الأذن، والجني لا يحتاج إليها.
ونظير اشتراكهما في الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112]" [مخطوط ورقة المحب آخر ورقة فيه، نقلته بواسطة كتاب نضرة النعيم 11 / 5702].
وعليه يقال: أن الوسواس نوعان:
الأول: الوسوسة بارتكاب المعاصي والذنوب والمحرمات والفواحش واتباع الهوى
فهذا النوع من الوسوسة له ثلاثة مصادر: النفس (وهي الأمَّارة بالسوء )، وشياطين الجن، وشياطين الإنس.
قال تعالى في النفس: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾.
وقال تعالى في شياطين الجن: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾.
وقال تعالى في شياطين الإنس: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ ﴾ أي أن هذه الوساوس تكون من الجن ومن الناس بني آدم.
النوع الثاني: ما يعرض للإنسان من الخواطر والوساوس التي لا يقصدها.
كما يعرض له في وضوئه وصلاته فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى، أو أنه طلَّق وهو لم يطلق، أو حلف وهو لم يحلف، أو تعرض له أفكار في عقيدته، ونحو ذلك فهذه وساوس مصدرها من الشيطان وإلقائه الخفي في نفس الإنسان، وهي المقصودة في أحاديث الباب، وهي تختلف باختلاف الشخص ومدافعته، وتكرارها عليه، ومدى استسلامه لها من عدمه، ويظل العبد معها أحيانا في نزاع ومحاولة متأرجحة بين المقاومة والفشل، بحسب قوة اعتماده على ربه ومن ثم اجتهاده، فإن استعاذ العبد من الشيطان وانتهى عن التفكير بها تغلَّب عليه، وإن استجاب له العبد وكان ضعيفا شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في دينه وربه ونبيه ويهجم على قلبه ويضعف عزيمته وهي الوساوس التي إن غلبت تُسمى (الوسواس القهري)، ويكون دفعها بخطوات ستأتي بإذن الله تعالى
تقدم أن الوسوسة هي حديث النفس، وحديث الشيطان بما لا نفع فيه ولا خير.
وقال الفيروزآبادي: " الوسوسة والوسواس ما يلقيه الشيطان في القلب" [بصائر ذوي التمييز(5/ 208)].
وقال الراغب: "الوسوسة: الخطرة الرديئة" [المفردات ص (522)].
ثانياً: أنواع الوسوسة :
قال ابن تيمية " الْوَسْوَسَةُ نَوْعَانِ: نَوْعٌ مِنْ الْجِنِّ وَنَوْعٌ مِنْ نُفُوسِ الْإِنْسِ. كَمَا قَالَ: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ﴾ فَالشَّرُّ مِنْ الْجِهَتَيْنِ جَمِيعًا وَالْإِنْسُ لَهُمْ شَيَاطِينُ كَمَا لِلْجِنِّ شَيَاطِينُ " [مجموع الفتاوى، تحقيق. أنور الباز - عامر الجزار 17/ 517].
فالوسوسة تأتي من الإنس كما تأتي من الجن، لكن الجن وسوسته إلقاء خفي، والإنس وسوسته إلقاء في الأذن كما ذكر ابن القيم.:" في قوله تعالى ﴿ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 6] يعني أن الوسواس نوعان: إنس وجن، فإن الوسوسة الإلقاء الخفي، لكن الإلقاء الإنسي بواسطة الأذن، والجني لا يحتاج إليها.
ونظير اشتراكهما في الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني في قوله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا ﴾ [الأنعام: 112]" [مخطوط ورقة المحب آخر ورقة فيه، نقلته بواسطة كتاب نضرة النعيم 11 / 5702].
وعليه يقال: أن الوسواس نوعان:
الأول: الوسوسة بارتكاب المعاصي والذنوب والمحرمات والفواحش واتباع الهوى
فهذا النوع من الوسوسة له ثلاثة مصادر: النفس (وهي الأمَّارة بالسوء )، وشياطين الجن، وشياطين الإنس.
قال تعالى في النفس: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾.
وقال تعالى في شياطين الجن: ﴿ فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى ﴾.
وقال تعالى في شياطين الإنس: ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ * مَلِكِ النّاسِ * إِلَهِ النّاسِ * مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ * الّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ * مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ ﴾ أي أن هذه الوساوس تكون من الجن ومن الناس بني آدم.
النوع الثاني: ما يعرض للإنسان من الخواطر والوساوس التي لا يقصدها.
كما يعرض له في وضوئه وصلاته فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى، أو أنه طلَّق وهو لم يطلق، أو حلف وهو لم يحلف، أو تعرض له أفكار في عقيدته، ونحو ذلك فهذه وساوس مصدرها من الشيطان وإلقائه الخفي في نفس الإنسان، وهي المقصودة في أحاديث الباب، وهي تختلف باختلاف الشخص ومدافعته، وتكرارها عليه، ومدى استسلامه لها من عدمه، ويظل العبد معها أحيانا في نزاع ومحاولة متأرجحة بين المقاومة والفشل، بحسب قوة اعتماده على ربه ومن ثم اجتهاده، فإن استعاذ العبد من الشيطان وانتهى عن التفكير بها تغلَّب عليه، وإن استجاب له العبد وكان ضعيفا شدد عليه الشيطان وأكثر من وسواسه وتمكن منه حتى يشككه في دينه وربه ونبيه ويهجم على قلبه ويضعف عزيمته وهي الوساوس التي إن غلبت تُسمى (الوسواس القهري)، ويكون دفعها بخطوات ستأتي بإذن الله تعالى
ولابد بشرك ببشارة حلوة حتى تعلم ان الله يحبك:
الشيطان لايوسوس للكافر لانه تحت رايته كليا. بل يأتي لأصحاب القلوب النقية الصالحة حتى يفتنها عن دينها.
ومرة اتى الصحابة الى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
والحديث عند
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: "وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ".( رواه مسلم.132)
وفي حديث عَبْدِ اللّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَسْوَسَةِ. قَالَ: "تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ".( رواه مسلم.133)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هذَا، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شَيْئا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللّهِ".
وفي رواية: " آمَنْتُ بِاللّهِ وَرُسُلِه " رواه مسلم.134
• وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلِيَنْتَهِ ".134
• وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال "قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يَزَالُونَ يَقُولُونَ: مَا كَذَا؟ مَا كَذَا؟ حَتَّى يَقُولُوا: هذَا اللّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ. فَمَنْ خَلَقَ اللّهَ؟".
الشيطان لايوسوس للكافر لانه تحت رايته كليا. بل يأتي لأصحاب القلوب النقية الصالحة حتى يفتنها عن دينها.
ومرة اتى الصحابة الى سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
والحديث عند
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ. قَالَ: "وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟" قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: "ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ".( رواه مسلم.132)
وفي حديث عَبْدِ اللّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْوَسْوَسَةِ. قَالَ: "تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ".( رواه مسلم.133)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ حَتَّى يُقَالَ: هذَا، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ؟ فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذلِكَ شَيْئا فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللّهِ".
وفي رواية: " آمَنْتُ بِاللّهِ وَرُسُلِه " رواه مسلم.134
• وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ لَهُ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَ ذلِكَ فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلِيَنْتَهِ ".134
• وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال "قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ يَزَالُونَ يَقُولُونَ: مَا كَذَا؟ مَا كَذَا؟ حَتَّى يَقُولُوا: هذَا اللّهُ خَلَقَ الْخَلْقَ. فَمَنْ خَلَقَ اللّهَ؟".
وأما رواية البخاري فمن قول النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: "لن يَبرَحَ الناسُ يتساءَلون حتى يقولوا:.....".
(7296)
فالصحابة جاؤوا يشتكون الوسوسة:
• (إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ): يتعاظم الرجل الأمر أي عظم عليه والمقصود: نجد في أحاديث النفس أموراً كبيرة يعظم علينا أن ننطق بها لقبحها ونفورنا عنها، فما حكمها؟
فكان جواب صاحب الرسالة:
• (ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ): أي الذي يدفعكم لمنع ما يلقيه الشيطان في القلب واستنكاركم النطق وتعاظم ذلك هو اليقين والإيمان الصريح الواضح الخالص من الشوائب وفي حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- (تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ): أي أن تلك الحال التي تقف أمام الوسوسة وتدفعها هي الإيمان المحض الخالص.
(7296)
فالصحابة جاؤوا يشتكون الوسوسة:
• (إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ): يتعاظم الرجل الأمر أي عظم عليه والمقصود: نجد في أحاديث النفس أموراً كبيرة يعظم علينا أن ننطق بها لقبحها ونفورنا عنها، فما حكمها؟
فكان جواب صاحب الرسالة:
• (ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ): أي الذي يدفعكم لمنع ما يلقيه الشيطان في القلب واستنكاركم النطق وتعاظم ذلك هو اليقين والإيمان الصريح الواضح الخالص من الشوائب وفي حديث ابن مسعود –رضي الله عنه- (تِلْكَ مَحْضُ الإِيمَانِ): أي أن تلك الحال التي تقف أمام الوسوسة وتدفعها هي الإيمان المحض الخالص.
والوسوسة هي حديث النفس وحديث الشيطان مما لا نفع فيه ولا خير.
وقيل المعنى: أن وجود الوسوسة في القلب علامة على الإيمان (الصريح والمحض) وهو الخالص لأن قلب غيرك سيتمكن منه الشيطان ولن يجد معه وسوسة ومدافعة.
• (لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ): أي يسأل بعضهم بعضاً فيما لا يفيد، وفي حديث أنس-رضي الله عنه- في البخاري" لن يَبرَحَ الناسُ يتساءَلون ".
• (هٰذَا، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ؟): أي إذا ثبت أن الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟
• (فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذٰلِكَ شَيْئا): أي من هذه الوسوسة.فليقل...
وقيل المعنى: أن وجود الوسوسة في القلب علامة على الإيمان (الصريح والمحض) وهو الخالص لأن قلب غيرك سيتمكن منه الشيطان ولن يجد معه وسوسة ومدافعة.
• (لاَ يَزَالُ النَّاسُ يَتَسَاءَلُونَ): أي يسأل بعضهم بعضاً فيما لا يفيد، وفي حديث أنس-رضي الله عنه- في البخاري" لن يَبرَحَ الناسُ يتساءَلون ".
• (هٰذَا، خَلَقَ الله الْخَلْقَ، فَمَنْ خَلَقَ اللّهِ؟): أي إذا ثبت أن الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟
• (فَمَنْ وَجَدَ مِنْ ذٰلِكَ شَيْئا): أي من هذه الوسوسة.فليقل...
• (يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ): يُعرف إتيانه بالوسوسة، لأننا لا نراه.:
• (مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا) وفي رواية أخرى عند مسلم (مَنْ خَلَقَ السَماء؟ مَنْ خَلَقَ الأرض؟ )، والمقصود أنه يسأل عن أشياء مخلوقة للاستدراج لما بعدها مما يريده من الوسوسة.
• (فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلِيَنْتَهِ): أي فليستعذ بالله من وسوسة الشيطان، ولينته عن الاسترسال في ذلك.
قال القرطبي - رحمه الله -: " قل آمَنْتُ بِاللّهِ " أمر بتذكر الإيمان الشرعي، واشتغال القلب به لتمحي تلك الشبهات، وتضمحل تلك الترهات " [المفهم (1/ 345)].
فهذه الوسوسة دليل على إيمان صاحبها الشديد ضد
الوسوسة التي يصارعها قلب المؤمن جراء ما يلقيه الشيطان في قلبه وكراهته ذلك ومدافعته، ذلك أن القلوب التي ضعف فيها الإيمان لن يجد الشيطان فيها عناء حتى يدخل الشبهة عليها.
قال القرطبي - رحمه الله - " ومعنى هذا الحديث أن هذه الإلقاءات والوساوس التي تلقيها الشياطين في صدور المؤمنين تنفر منها قلوبهم، ويعظم عليهم وقوعها عندهم، وذلك دليل صحة إيمانهم ويقينهم ومعرفتهم بأنها باطلة، ومن إلقاءات الشيطان، ولولا ذلك لركنوا إليها، ولقبلوها ولم تعظم عندهم، ولاسموها وسوسة" [ المفهم (1/ 344- 345) ].
• (مَنْ خَلَقَ كَذَا وَكَذَا) وفي رواية أخرى عند مسلم (مَنْ خَلَقَ السَماء؟ مَنْ خَلَقَ الأرض؟ )، والمقصود أنه يسأل عن أشياء مخلوقة للاستدراج لما بعدها مما يريده من الوسوسة.
• (فَلْيَسْتَعِذْ بِالله وَلِيَنْتَهِ): أي فليستعذ بالله من وسوسة الشيطان، ولينته عن الاسترسال في ذلك.
قال القرطبي - رحمه الله -: " قل آمَنْتُ بِاللّهِ " أمر بتذكر الإيمان الشرعي، واشتغال القلب به لتمحي تلك الشبهات، وتضمحل تلك الترهات " [المفهم (1/ 345)].
فهذه الوسوسة دليل على إيمان صاحبها الشديد ضد
الوسوسة التي يصارعها قلب المؤمن جراء ما يلقيه الشيطان في قلبه وكراهته ذلك ومدافعته، ذلك أن القلوب التي ضعف فيها الإيمان لن يجد الشيطان فيها عناء حتى يدخل الشبهة عليها.
قال القرطبي - رحمه الله - " ومعنى هذا الحديث أن هذه الإلقاءات والوساوس التي تلقيها الشياطين في صدور المؤمنين تنفر منها قلوبهم، ويعظم عليهم وقوعها عندهم، وذلك دليل صحة إيمانهم ويقينهم ومعرفتهم بأنها باطلة، ومن إلقاءات الشيطان، ولولا ذلك لركنوا إليها، ولقبلوها ولم تعظم عندهم، ولاسموها وسوسة" [ المفهم (1/ 344- 345) ].
لذا ينبغي الحذر من استدراج الشيطان للعبد وأن له خطوات كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴾ (البقرة: 167).
قال ابن كثير - رحمه الله -" قال عكرمة: هي نزغات الشيطان " [تفسير ابن كثير (1/ 168)].
قال ابن كثير - رحمه الله -" قال عكرمة: هي نزغات الشيطان " [تفسير ابن كثير (1/ 168)].
فالعلماء لهم قولان
في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك صريح الإيمان) وقوله (تلك محض الإيمان):
في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم (ذاك صريح الإيمان) وقوله (تلك محض الإيمان):
القول الأول: أن مجرد وجود الوسوسة دليل على صريح الإيمان
والقول الثاني: أن مدافعة المسلم لها ونفرته من هذه الوساوس هي دليل على صريح الإيمان.
والقول الثاني: أن مدافعة المسلم لها ونفرته من هذه الوساوس هي دليل على صريح الإيمان.
فَالشَّيْطَانُ لَمَّا قَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ وَسُوسَةً مَذْمُومَةً تَحَرَّكَ الْإِيمَانُ الَّذِي فِي قُلُوبِهِمْ بِالْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ وَالِاسْتِعْظَامِ لَهُ فَكَانَ ذَلِكَ صَرِيحَ الْإِيمَانِ.... فَهُنَا لَمَّا اقْتَرَنَ بِالْوَسْوَاسِ هَذَا الْبُغْضُ وَهَذِهِ الْكَرَاهَةُ كَانَ هُوَ صَرِيحَ الْإِيمَانِ وَهُوَ خَالِصُهُ وَمَحْضُهُ؛ لِأَنَّ الْمُنَافِقَ وَالْكَافِرَ لَا يَجِدُ هَذَا الْبُغْضَ وَهَذِهِ الْكَرَاهَةَ مَعَ الْوَسْوَسَةِ بِذَلِكَ"
قال القرطبي في تفسيره سورة الأعراف آية (200): " (تلك محض الإيمان) وفي حديث أبي هريرة (ذلك صريح الإيمان) والصريح الخالص. وهذا ليس على ظاهره، إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان، لأن الإيمان اليقين، وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم، فكأنه قال: جزعكم من هذا هو محض الإيمان وخالصه، لصحة إيمانكم، وعلمكم بفسادها، فسمى الوسوسة إيمانا لما كان دفعها والإعراض عنها والرد لها وعدم قبولها" [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي،
والخواطر والوساوس التي تطرأ على الفكر لا تخلو من حالين:
• إما أن تكون خواطر عارضة لم تجتلبها شبهة وإنما خطرة على الفكر فهذه تدفع بالاستعاذة والإعراض عنها.
• وإما أن تكون خواطر مستقرة نتيجة شبهة ملمة بالقلب، فهذه لا يكتفى بالإعراض عنها وإنما لابد من دفعها بالعلم والاستدلال والنظر.
قال الإمام النووي: " قَالَ الْإِمَام الْمَازِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: ظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا الْخَوَاطِر بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا، وَالرَّدّ لَهَا مِنْ غَيْر اِسْتِدْلَال وَلَا نَظَر فِي إِبْطَالهَا. قَالَ: وَاَلَّذِي يُقَال فِي هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ الْخَوَاطِر عَلَى قِسْمَيْنِ: فَأَمَّا الَّتِي لَيْسَتْ بِمُسْتَقِرَّةٍ وَلَا اِجْتَلَبَتْهَا شُبْهَة طَرَأَتْ فَهِيَ الَّتِي تُدْفَع بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا، وَعَلَى هَذَا يُحْمَل الْحَدِيث، وَعَلَى مِثْلهَا يَنْطَلِق اِسْم الْوَسْوَسَة؛ فَكَأَنَّهُ لَمَّا كَانَ أَمْرًا طَارِئًا بِغَيْرِ أَصْل دُفِعَ بِغَيْرِ نَظَر فِي دَلِيل إِذْ لَا أَصْل لَهُ يُنْظَر فِيهِ. وَأَمَّا الْخَوَاطِر الْمُسْتَقِرَّة الَّتِي أَوْجَبَتْهَا الشُّبْهَة فَإِنَّهَا لَا تُدْفَع إِلَّا بِالِاسْتِدْلَالِ وَالنَّظَر فِي إِبْطَالهَا. وَاَللَّه أَعْلَم ".[شرح النووي لصحيح مسلم 2/ 333-334].
وقد جاءت نصوص الباب وغيرها من الأحاديث في بيان علاج الوسوسة، وإن أغلب من يقع بها إنما يُؤتى من قِبَل جهله بالعلاج الشرعي تجاه الوساوس، وبسبب الانسياق لها فلا يزال الشيطان يأخذ به في كل طريق، ويفتح عليه من الوسوسة أبواباً لم تكن منه على بال بحجة الحرص والاحتياط لهذا الدين فيسوس له بعدم اكتمال وضوئه أو صلاته أو أنه خرج منه ما يبطل أحدهما، وتارة يوهمه في علاقته مع ربه، أو مع أهله أو مجتمعه ليظفر من ذلك الإخلال بعقيدته أو عبادته، وكل ذلك بسبب جهله بعدوه الشيطان ومكائده وطرق العلاج تجاه هذا الوسواس، حتى يتطور الأمر فيحتاج بعد ذلك علاجا نفسيا وعلاجا طبيا، بسبب غفلته وجهله بالعلاج الشرعي.
قال القرطبي في تفسيره سورة الأعراف آية (200): " (تلك محض الإيمان) وفي حديث أبي هريرة (ذلك صريح الإيمان) والصريح الخالص. وهذا ليس على ظاهره، إذ لا يصح أن تكون الوسوسة نفسها هي الإيمان، لأن الإيمان اليقين، وإنما الإشارة إلى ما وجدوه من الخوف من الله تعالى أن يعاقبوا على ما وقع في أنفسهم، فكأنه قال: جزعكم من هذا هو محض الإيمان وخالصه، لصحة إيمانكم، وعلمكم بفسادها، فسمى الوسوسة إيمانا لما كان دفعها والإعراض عنها والرد لها وعدم قبولها" [الجامع لأحكام القرآن للقرطبي،
والخواطر والوساوس التي تطرأ على الفكر لا تخلو من حالين:
• إما أن تكون خواطر عارضة لم تجتلبها شبهة وإنما خطرة على الفكر فهذه تدفع بالاستعاذة والإعراض عنها.
• وإما أن تكون خواطر مستقرة نتيجة شبهة ملمة بالقلب، فهذه لا يكتفى بالإعراض عنها وإنما لابد من دفعها بالعلم والاستدلال والنظر.
قال الإمام النووي: " قَالَ الْإِمَام الْمَازِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّه: ظَاهِر الْحَدِيث أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا الْخَوَاطِر بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا، وَالرَّدّ لَهَا مِنْ غَيْر اِسْتِدْلَال وَلَا نَظَر فِي إِبْطَالهَا. قَالَ: وَاَلَّذِي يُقَال فِي هَذَا الْمَعْنَى أَنَّ الْخَوَاطِر عَلَى قِسْمَيْنِ: فَأَمَّا الَّتِي لَيْسَتْ بِمُسْتَقِرَّةٍ وَلَا اِجْتَلَبَتْهَا شُبْهَة طَرَأَتْ فَهِيَ الَّتِي تُدْفَع بِالْإِعْرَاضِ عَنْهَا، وَعَلَى هَذَا يُحْمَل الْحَدِيث، وَعَلَى مِثْلهَا يَنْطَلِق اِسْم الْوَسْوَسَة؛ فَكَأَنَّهُ لَمَّا كَانَ أَمْرًا طَارِئًا بِغَيْرِ أَصْل دُفِعَ بِغَيْرِ نَظَر فِي دَلِيل إِذْ لَا أَصْل لَهُ يُنْظَر فِيهِ. وَأَمَّا الْخَوَاطِر الْمُسْتَقِرَّة الَّتِي أَوْجَبَتْهَا الشُّبْهَة فَإِنَّهَا لَا تُدْفَع إِلَّا بِالِاسْتِدْلَالِ وَالنَّظَر فِي إِبْطَالهَا. وَاَللَّه أَعْلَم ".[شرح النووي لصحيح مسلم 2/ 333-334].
وقد جاءت نصوص الباب وغيرها من الأحاديث في بيان علاج الوسوسة، وإن أغلب من يقع بها إنما يُؤتى من قِبَل جهله بالعلاج الشرعي تجاه الوساوس، وبسبب الانسياق لها فلا يزال الشيطان يأخذ به في كل طريق، ويفتح عليه من الوسوسة أبواباً لم تكن منه على بال بحجة الحرص والاحتياط لهذا الدين فيسوس له بعدم اكتمال وضوئه أو صلاته أو أنه خرج منه ما يبطل أحدهما، وتارة يوهمه في علاقته مع ربه، أو مع أهله أو مجتمعه ليظفر من ذلك الإخلال بعقيدته أو عبادته، وكل ذلك بسبب جهله بعدوه الشيطان ومكائده وطرق العلاج تجاه هذا الوسواس، حتى يتطور الأمر فيحتاج بعد ذلك علاجا نفسيا وعلاجا طبيا، بسبب غفلته وجهله بالعلاج الشرعي.
: " قال الإمام أبو حامد الغزالي وغيره الوسوسة سببها إما جهل بالشرع وإما خبل في العقل وكلاهما من أعظم النقائص والعيوب " .
وخطوات العلاج الشرعي للوسواس ما يلي:
أولاً: أن يعلم المبتلى أن ما أصابه قد أصاب الأخيار من قبله ومن ذلك الصحابة رضي الله عنهم في أحاديث كثيرة في الصحيحين والسنن، ومن ذلك أحاديث الباب حيث جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك وكراهتهم وتعاظم لما يجدونه في نفوسهم فقال صلى الله عليه وسلم "ذاك صريح الإيمان".
ثانياً: أن يعلم المبتلى بذلك أن كراهته لما يجول في نفسه ومدافعته إياه دليل على صريح الإيمان الذي في قلبه بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقدَّم بيانه.
ثالثاً: أن يعلم المبتلى بذلك أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة، فيصبر على ذلك ويحتسب ويعلم أن في هذا البلاء تكفير لسيئاته، قال تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾، وهو بما أصابه من هم وغم جرَّاء ذلك مأجور فيه قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ).
رابعاً: أن يكثر العبد من الاستعاذة بالله تعالى من هذا الوسواس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب "وليستعذ بالله"، وقال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
خامساً: أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن يصرف عنه الوسواس وهذا مما يتضمنه معنى الاستعاذة في الاستدلال السابق، فهي لجوء إلى الله تعالى، فيلجأ إليه ويدعوه ويستعين به في كف شرور الوساوس التي تطرأ ويتحيَّن في ذلك أوقات الإجابة، وليستشعر أن الله تعالى مطَّلع على حاله واضطراره وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء ﴾.
سادساً: أن يقول (آمنت بالله ورسوله) كما في حديث الباب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله ورسوله).
وخطوات العلاج الشرعي للوسواس ما يلي:
أولاً: أن يعلم المبتلى أن ما أصابه قد أصاب الأخيار من قبله ومن ذلك الصحابة رضي الله عنهم في أحاديث كثيرة في الصحيحين والسنن، ومن ذلك أحاديث الباب حيث جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عن ذلك وكراهتهم وتعاظم لما يجدونه في نفوسهم فقال صلى الله عليه وسلم "ذاك صريح الإيمان".
ثانياً: أن يعلم المبتلى بذلك أن كراهته لما يجول في نفسه ومدافعته إياه دليل على صريح الإيمان الذي في قلبه بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم، كما تقدَّم بيانه.
ثالثاً: أن يعلم المبتلى بذلك أن ما أصابه مرض ابتلاه الله به لحكمة، فيصبر على ذلك ويحتسب ويعلم أن في هذا البلاء تكفير لسيئاته، قال تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾، وهو بما أصابه من هم وغم جرَّاء ذلك مأجور فيه قد يدخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلا وَصَبٍ وَلا هَمٍّ وَلا حُزْنٍ وَلا أَذًى وَلا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ).
رابعاً: أن يكثر العبد من الاستعاذة بالله تعالى من هذا الوسواس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الباب "وليستعذ بالله"، وقال تعالى: ﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾.
خامساً: أن يلجأ إلى الله تعالى ويدعوه أن يصرف عنه الوسواس وهذا مما يتضمنه معنى الاستعاذة في الاستدلال السابق، فهي لجوء إلى الله تعالى، فيلجأ إليه ويدعوه ويستعين به في كف شرور الوساوس التي تطرأ ويتحيَّن في ذلك أوقات الإجابة، وليستشعر أن الله تعالى مطَّلع على حاله واضطراره وقال تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوء ﴾.
سادساً: أن يقول (آمنت بالله ورسوله) كما في حديث الباب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله ورسوله).
قال ابن تيمية- غفر الله له -: " أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر العبد أن يقول (آمنت بالله) وفي رواية (ورسوله) فهذا من باب دفع الضد الضار بالضد النافع فإن قوله: آمنت بالله يدفع عن قلبه الوسواس الفاسد
ولهذا كان الشيطان يخنس عند ذكر الله ويوسوس عند الغفلة عن ذكر الله ، ولهذا سمي الوسواس الخناس فإنه جاثم على فؤاد ابن آدم فإن ذكر الله خنس ، والخنوس الاختفاء ولهذا سميت الكواكب الخنس..... فأمر النبي صلى الله عليه وسلم العبد أن يقول: آمنت بالله أو آمنت بالله ورسوله فإن هذا القول إيمان وذكر الله يدفع به ما يضاده من الوسوسة القادحة في العلوم الضرورية الفطرية ويشبه هذا الوسواس الذي يعرض لكثير من الناس في العبادات حتى يشككه هل كبر أو لم يكبر؟ وهل قرأ الفاتحة أم لا؟ وهل نوى العبادة أم لم ينوها؟ وهل غسل عضوه في الطهارة أو لم يغسله فيشككه في علومه الحسية الضرورية، وكونه غسل عضوا أمر يشهده ببصره وكونه تكلم بالتكبير أو الفاتحة أمر يعلمه بقلبه ويسمعه بأذنه وكذلك كونه يقصد الصلاة مثل كونه يقصد الأكل والشرب والركوب والمشي وعلمه بذلك كله علم ضروري يقيني أولي لا يتوقف على النظر والاستدلال ولا يتوقف على البرهان بل هو مقدمات البرهان وأصوله التي يبنى عليها البرهان أعني البرهان النظري المؤلف من المقدمات
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال: لم تغسل وجهك؟ بلى قد غسلت وجهي ،
وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت، فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوسواس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وينتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة" .
سابعاً: أن يقطع هذه الخواطر ولا يلتفت إليها لقوله صلى الله عليه وسلم: (وليستعذ بالله ولينته) لأنه إن استجاب لها نقلته من حال إلى حال أسوأ، ووسعت عليه طرق الوسوسة في أشياء كثيرة في الحياة.
ثامناً: أن يستحضر دوماً مقصود الشيطان من الوسوسة له، وأنه يريد بها قطع الطريق ولذا هو يجعل العبد يفكر في عبادته وعلاقته مع ربه وأنه قصَّر فيها ولم يأت بالوجه المطلوب، ويُلِبِّس عليه عبادته وعقيدته ليختل شأنه ويعيد عبادته ونحو ذلك، وهذا من تكليف ما لا يطاق، والله تعالى قد تكفَّل لعباده ألا يكلفهم إلا ما يطيقون، وعليه فلا يمكن أن تكون هذه الوساوس والخواطر مما يريده الله تعالى؛ لأنها من تكليف ما لا يطاق، والله تعالى حينما دعوه المؤمنون بقولهم "ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به" قال الله تعالى (قد فعلت) والحديث رواه مسلم،
فلم يبق من هذه الخواطر التي هي فوق طاقة العبد إلا أن يكون طريق الشيطان لا طريقا أراده الله لعباده، بل هو طريق الشيطان الذي أراد به أن يقطع على العبد علاقته بالله تعالى.
كُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ أن يَسِيرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَادَ قَطْعَ الطَّرِيقِ عَلَيْهِ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: لَا نُوَسْوَسُ، فَقَالَ: صَدَقُوا، وَمَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بِالْبَيْتِ الخرب.
تاسعاً: أن يتذكر بأن كيد الشيطان ضعيف، وأنه لا يقوى إلا على من يستجيب له، أما من جدد عزمه معتمدا على الله تعالى، فلن يتغلَّب عليه الشيطان، بخلاف من يستسلم ويسترسل مع وساوس الشيطان وإغوائه فإنه كلما تقدم الوقت قوي نفوذ الشيطان، وتمكنه من قلب العبد، بخلاف ما لو دافعه من أول الخطرات وأعرض عنه فإن الشيطان سيبقى على أصله ضعيفا هو وكيده، قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، لاسيما إذا دافعه العبد بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه والرقية الشرعية في ذلك فسيندحر أمام ذلك.
عاشرا: أن يعلم المبتلى أن من أهم القواعد النافعة للعبد في هذه الحال معرفته وفقهه لقاعدة [اليقين لايزول بالشك] وهي من القواعد الكلية التي اتفق عليها علماء الأمة، فيعلم العبد أن ما لديه من عبادات أو اعتقادات هي التي تيقن منها، أما ما يطرأ على القلب ويشغل الذهن من أشياء ينكرها هي شكوك لا تؤثر على ما لديه من العقيدة الحقة والعبادة الصحيحة، وعليه إن فعلت عبادة فلا تلتفت للشكوك التي تطرأ عليك، واعلم أنك في يقين وحق، وما طرأ عليك هو وسواس.
ولهذا كان الشيطان يخنس عند ذكر الله ويوسوس عند الغفلة عن ذكر الله ، ولهذا سمي الوسواس الخناس فإنه جاثم على فؤاد ابن آدم فإن ذكر الله خنس ، والخنوس الاختفاء ولهذا سميت الكواكب الخنس..... فأمر النبي صلى الله عليه وسلم العبد أن يقول: آمنت بالله أو آمنت بالله ورسوله فإن هذا القول إيمان وذكر الله يدفع به ما يضاده من الوسوسة القادحة في العلوم الضرورية الفطرية ويشبه هذا الوسواس الذي يعرض لكثير من الناس في العبادات حتى يشككه هل كبر أو لم يكبر؟ وهل قرأ الفاتحة أم لا؟ وهل نوى العبادة أم لم ينوها؟ وهل غسل عضوه في الطهارة أو لم يغسله فيشككه في علومه الحسية الضرورية، وكونه غسل عضوا أمر يشهده ببصره وكونه تكلم بالتكبير أو الفاتحة أمر يعلمه بقلبه ويسمعه بأذنه وكذلك كونه يقصد الصلاة مثل كونه يقصد الأكل والشرب والركوب والمشي وعلمه بذلك كله علم ضروري يقيني أولي لا يتوقف على النظر والاستدلال ولا يتوقف على البرهان بل هو مقدمات البرهان وأصوله التي يبنى عليها البرهان أعني البرهان النظري المؤلف من المقدمات
وهذا الوسواس يزول بالاستعاذة وانتهاء العبد وأن يقول إذا قال: لم تغسل وجهك؟ بلى قد غسلت وجهي ،
وإذا خطر له أنه لم ينو ولم يكبر يقول بقلبه: بلى قد نويت وكبرت، فيثبت على الحق ويدفع ما يعارضه من الوسواس فيرى الشيطان قوته وثباته على الحق فيندفع عنه، وإلا فمتى رآه قابلا للشكوك والشبهات مستجيبا إلى الوسواس والخطرات أورد عليه من ذلك ما يعجز عن دفعه وصار قلبه موردا لما توحيه شياطين الإنس والجن من زخرف القول وينتقل من ذلك إلى غيره إلى أن يسوقه الشيطان إلى الهلكة" .
سابعاً: أن يقطع هذه الخواطر ولا يلتفت إليها لقوله صلى الله عليه وسلم: (وليستعذ بالله ولينته) لأنه إن استجاب لها نقلته من حال إلى حال أسوأ، ووسعت عليه طرق الوسوسة في أشياء كثيرة في الحياة.
ثامناً: أن يستحضر دوماً مقصود الشيطان من الوسوسة له، وأنه يريد بها قطع الطريق ولذا هو يجعل العبد يفكر في عبادته وعلاقته مع ربه وأنه قصَّر فيها ولم يأت بالوجه المطلوب، ويُلِبِّس عليه عبادته وعقيدته ليختل شأنه ويعيد عبادته ونحو ذلك، وهذا من تكليف ما لا يطاق، والله تعالى قد تكفَّل لعباده ألا يكلفهم إلا ما يطيقون، وعليه فلا يمكن أن تكون هذه الوساوس والخواطر مما يريده الله تعالى؛ لأنها من تكليف ما لا يطاق، والله تعالى حينما دعوه المؤمنون بقولهم "ربنا ولا تحملنا ما لاطاقة لنا به" قال الله تعالى (قد فعلت) والحديث رواه مسلم،
فلم يبق من هذه الخواطر التي هي فوق طاقة العبد إلا أن يكون طريق الشيطان لا طريقا أراده الله لعباده، بل هو طريق الشيطان الذي أراد به أن يقطع على العبد علاقته بالله تعالى.
كُلَّمَا أَرَادَ الْعَبْدُ أن يَسِيرُ إلَى اللَّهِ تَعَالَى أَرَادَ قَطْعَ الطَّرِيقِ عَلَيْهِ؛ وَلِهَذَا قِيلَ لِبَعْضِ السَّلَفِ: إنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يَقُولُونَ: لَا نُوَسْوَسُ، فَقَالَ: صَدَقُوا، وَمَا يَصْنَعُ الشَّيْطَانُ بِالْبَيْتِ الخرب.
تاسعاً: أن يتذكر بأن كيد الشيطان ضعيف، وأنه لا يقوى إلا على من يستجيب له، أما من جدد عزمه معتمدا على الله تعالى، فلن يتغلَّب عليه الشيطان، بخلاف من يستسلم ويسترسل مع وساوس الشيطان وإغوائه فإنه كلما تقدم الوقت قوي نفوذ الشيطان، وتمكنه من قلب العبد، بخلاف ما لو دافعه من أول الخطرات وأعرض عنه فإن الشيطان سيبقى على أصله ضعيفا هو وكيده، قال تعالى: (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا)، لاسيما إذا دافعه العبد بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه والرقية الشرعية في ذلك فسيندحر أمام ذلك.
عاشرا: أن يعلم المبتلى أن من أهم القواعد النافعة للعبد في هذه الحال معرفته وفقهه لقاعدة [اليقين لايزول بالشك] وهي من القواعد الكلية التي اتفق عليها علماء الأمة، فيعلم العبد أن ما لديه من عبادات أو اعتقادات هي التي تيقن منها، أما ما يطرأ على القلب ويشغل الذهن من أشياء ينكرها هي شكوك لا تؤثر على ما لديه من العقيدة الحقة والعبادة الصحيحة، وعليه إن فعلت عبادة فلا تلتفت للشكوك التي تطرأ عليك، واعلم أنك في يقين وحق، وما طرأ عليك هو وسواس.