هو عقبة بن ابي معيط وليس ابا جهل. هناك:
محاولات كثيرة تعرض لها الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم ، منها:
. محاولة عقبة بن أبي معيط: كان عقبة بن أبي معيط من كفّار قريش الذين لجؤوا إلى أشدّ الأفعال شناعةً؛ لمحاولة قتل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، والتخلُّص منه؛ فقد باغت الرسول من خلفه وهو يُصلّي، ووضع ثوبه حول عنق الرسول، وخنقه خنقاً قويّاً إلى أن جاء أبو بكر -رضي الله عنه-، وأبعده عنه، وقال له: "أتقتلون رجلاً أن يقول ربّي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم؟"
محاولة دار الندوة:
عقد كبار المشركين اجتماعاً في دار الندوة؛ ليتشاوروا فيما بينهم بشأن الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكيفيّة التخلُّص منه، فعرض أحدهم تفويض شابٍّ من كلّ قبيلة يتّسم بالقوة والغلظة لهذا الأمر، فيأخذ سيفاً، ويحاصروا بيت الرسول الكريم، ومن ثمّ يهجموا عليه هجمةً واحدة، ويقتلوه، فيتفرّق دمه بين القبائل، إلّا أنّ عليّاً بن أبي طالب -رضي الله عنه- افتدى رسول -صلّى الله عليه وسلّم-؛ حيث نام في فراشه، ونجا -عليه الصلاة والسلام- من القتل. محاولة سُراقة بن مالك: لحق سُراقة بن مالك بأثر الرسول الكريم، والصحابيّ الجليل أبي بكر الصديق عند هجرتهما إلى المدينة؛ طمعاً في الجائزة التي أعدّتها قريش لمَن يأتي بمحمد -عليه الصلاة والسلام-؛ حيّاً، أو ميّتاً، فحاول سُراقة جاهداً الوصول إلى الرسول الكريم، وصاحبه؛ حيث رَكب فَرَسه، وأخذ معه سلاحه، وسار؛ ليدرك محمداً -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يدركه أحدٌ سواه، إلّا أنّه كان كلّما اقتربت فَرسه من مكان الرسول -عليه الصلاة السلام- ثَقُلت أقدامها في الرمال، وسقط عنها، ثمّ أكمل سيره حتى وصل إلى مكانٍ قريبٍ من الرسول، وصاحبه، وطلب منه الأمان؛ حتى لا تسقط فرسه مُجدّداً، وأن يُنجّيه الله ممّا هو فيه، فأعطاه الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الأمان، وكتب بينهم معاهدة، وأمره أن يُخفي الخبر عن قريش.
محاولة عُمير بن وهب الجمحي:
كان عُمير يجلس إلى جانب صفوان بن أمية في الكعبة، فاتّفقا على أن يذهب عمير إلى المدينة؛ لقتل محمد -عليه الصلاة والسلام-، ويبقى صفوان في مكّة؛ يحمي أهل عمير، ويُعيلهم لو حدث له مكروه، وعندما وصل إلى المدينة المُنوّرة، دخل على الرسول -عليه الصلاة والسلام- المسجد يرتدي سيفه، وقال له: أَنعم صباحاً، فأخبره الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ الله أبدله تحيّةً خيراً منها؛ وهي السلام التي تُعَدّ تحيّة أهل الجنّة، ومن ثمّ سأله عن سبب قدومه، فأخبره عُمير أنّه جاء من أجل أسير له عندهم؛ ليُحسنوا إليه، فسأله الرسول عن السيف الذي في عنقه، فكان ردّ عُمير أنَّ هذا السيف لا يُغني شيئاً، وأنّه لم يأتِ من أجل القتال، إلّا أنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان يعلم سبب قدومه؛ بوَحي من الله، فأخبره بأنّه ما جاء إلّا لقتله، وذكّره بالذي دار بينه وبين صفوان بن أمية، وحينها أدرك عُمير صدق رسول الله، وأنّه نبيّ من عند الله، فنطق الشهادتَين، ودخل في الإسلام، وبعد ذلك أمر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بتعليم عُمير أحكام الإسلام، وقراءة القرآن.
محاولة أبي جهل قتل النبيّ: عقد أبو جهلٍ اجتماعاً مع قومه ذات يوم يخبرهم فيه عن أفعال النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ من تسفيهٍ لآلهتهم، وتعييب لدينهم، ورأى أنّ قتلَ الرسول خير فعل؛ للتخلُّص ممّا جاء به، وعاهدهم على قتله، فأتى إلى رسول الله وهو يُصلّي، وأخذ يراقبه من بعيد، وعندما سجد، ووضع جبهته على الأرض، أخذ أبو جهل حجراً يُحاول أن يرميَه عليه، إلّا أنّ الله منعَه، وأنقذ نبيّه الكريم من غدره، ونجّاه من شرّه.
إيذاء عقبة بن أبي معيط للنبيّ:
جاء عقبة بن أبي معيط بسلا جزورٍ؛ وهو ما يخرج من الناقة عند ولادتها، وما يحتوي عليه من قذارة ودماء، ووضعه فوق ظهر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهو ساجد في صلاته، فجاءت فاطمة -رضي الله عنها- وكانت فتاة صغيرة، فأزالته عنه، ودعت على من صَنع ذلك، ومن ثمّ رفع الرسول -عليه الصلاة والسلام- رأسه، ودعا عليهم قائلاً: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بقُرَيْشٍ، ثُمَّ سَمَّى: اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بعَمْرِو بنِ هِشَامٍ، وعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وشيبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، والوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ، وأُمَيَّةَ بنِ خَلَفٍ، وعُقْبَةَ بنِ أبِي مُعَيْطٍ وعُمَارَةَ بنِ الوَلِيدِ قَالَ عبدُ اللَّهِ: فَوَاللَّهِ لقَدْ رَأَيْتُهُمْ صَرْعَى يَومَ بَدْرٍ، ثُمَّ سُحِبُوا إلى القَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وأُتْبِعَ أصْحَابُ القَلِيبِ لَعْنَةً)، وقد قُتِل جميعهم في معركة بدر
تهديد أبي جهل للنبيّ:
هدَّد أبو جهل النبيَّ بأنّه إذا رآه يسجد عند الكعبة، فإنّه سيدوس على رأسه، فكان النبيّ -عليه الصلاة السلام- ذات يوم يُصلّي عند الكعبة، ويقرأ بسورة العلق؛ من قوله -تعالى-: (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى)، إلى قوله -تعالى-: (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب )،
وعندما سجد النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ذهب إليه أبو جهل، إلّا أنّه لم يستطع أن يحقّق وعيده، وبدأ بالرجوع، فبلغ ذلك الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فقال: (لو فَعلَ لأخذتهُ الملائِكَةُ عيانًا).
إيذاء المشركين للرسول يوم أحد:
كان يوم أحد يوم بلاء للمسلمين؛ ففي هذا اليوم تعرّض الرسول الكريم لأشدّ أنواع العذاب الجسديّ؛ إذ توجّه الأعداء إليه، ورمَوه بالحجارة حتى وقع، وأُغمِي عليه، وشُقَّ وجهه، وجُرِحت شفته السُّفلى، وأُصِيب في جبهته، إلّا أنّ المؤمنين ثبتوا في وجه الأعداء، ووقفوا لحماية الرسول من نبال المشركين، حتى أنّ نسيبة؛ أم عمارة الأنصارية شاركت في القتال بالسيف يوم أحد، ورمَت النَّبل؛ دفاعاً عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- حتى أُصِيبت في عنقها، فدعا لها رسول الله بالبركة، وبرفقته في الجنّة.
إيذاء أبي لهب وزوجته للنبيّ:
تعرّض الرسول للكثير من الأذى من قِبل أبي لهب وزوجته؛ إذ كانت شريكة لزوجها في صَبّ الأذى على رسول الله، وإعلان تكذيب دعوته، وقد نزلت في أبي لهب وامرأته سورةُ المسد؛ بقوله -تعالى-: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّمَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَسَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍوَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِفِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ)،
ومن أفعال زوجته أنّها كانت تضع الشوك في الطريق الذي يمشي فيه الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وكانت تضع الأوساخ على باب بيته، وكانت تؤذيه بلسانها، وتُفسد بينه وبين الناس بالنميمة، وعندما علمت أنّ الله توعّدها بالنار هي وزوجها، أتَت إلى الرسول بالحجارة تُريد رميَه بها، إلّا أنّ الله صرفَ نظرها عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم.
هذه صور من الاذى الحسي الذي اصابه، واما الاذى المعنوي فلا يعلمه الا الله تبارك وتعالى.