هذا هو الجزء الثاني لكتاب (غرر الشآم في تراجم علماء الشام من آل الخطيب الحسنية ومعاصريهم) وكان سبب إفراد تأليفه كثرة تلامذة آل الخطيب ممن درسوا على أيديهم سواء كانوا في مدارسهم أم في الجوامع أم في البيوت وصدق من قال.
«لا يوجد عالم من علماء دمشق إلا ولآل الخطيب فضل في انتسابهم إلى العلم.»
وكنت قد نويت أن أذكر تراجمهم بعد شيوخهم من آل الخطيب،لكن اجتمعت لدي تراجم كثيرة، ومما زاد عزيمتي في إفرادهم بجزء خاص اجتماعي بعلماء بررة كانوا ثمرة من ثمرات تلاميذ آل الخطيب، فأخذت أجمع تاريخ حياتهم العلمي، وأوكد أن نسبة 95% من هذا الكتاب قد أخذت من أفواه أصحابها شخصياً، وأنني اجتمعت بهم واستفدت منهم علمياً ومن كان لديه إجازة علمية أجازني بها.
ولكني ومن خلال معرفتي لحياتهم العلمية رأيت أن كل واحد منهم قد تأثر بشيخ معين أكثر من غيره ممن تتلمذ على أيديهم، فرأيت أن أترجم لهذا الشيخ ترجمة مختصرة جداً تبين أهم خطوات حياته العلمية العالية، ثم أردفها بهؤلاء التلامذة، وبالتالي أظهرت أن علم الأوائل لم يضيعه تلامذتهم وبقي أثرهم خالداً ينتقل من جيل إلى جيل.
وقد اعتنيت أكثر ما اعتنيت بترجمة أشياخي الكرام قياماً بحقهم ووفاءً لهم لما بذلوه من توجيهي علمياً، فقد بقيت في محراب علومهم سنين طويلة وعرفت أخلاقهم وخبرت طرقهم في التحصيل العلمي.
كما رتبت هذه التراجم على حسب الولادات بدءاً بالشيخ الأكبر ومروراً بتلامذته، مع مراعاة مشيخة المتأخر بالسن على تلميذه المتقدم به، وأرجو من الله تعالى أن أكون قد أصبت بهذا الترتيب.
ثم انني تركت الحديث عن علماء كثر في عصرنا لأمور عدة، منها:
1- أنه لابد أن يأتي أحد تلامذتهم بالكتابة عنهم، وأحق من يتكلم عن شيخه تلميذه المباشر.
2- ما أراه من التعصب الشديد لشيوخهم ودرجة التقديس التي يصل إليها هذا الشيخ حتى إن أحدهم قال لي عن شيخه:
إن شيخنا معصوم عن الخطأ.
وقال آخر: لو كان نبي بعد رسول الله لكان شيخنا.
ولذلك تراهم يذمون كل الناس ويذكرونهم بالسوء والغيبة، ونسوا ان الدعوة إلى الله تعالى لا تنحو هذا المنحى، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
3- نكران الجميل الذي حدث من بعض طلاب العلم الذين بلغوا فيه مرتبة عالية لشيوخ والديهم من آل الخطيب فقد قال لي أحدهم عن الشيخ هاشم الخطيب: إنه كان شيخ بركة لوالدنا، وليس شيخ علم.
بل انه لما كتب عن المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني أغفل (ولعله عمداً) تلمذته على العلامة الشيخ أبي الخير الخطيب الذي قيل إنه الشيخ الوحيد المربي للشيخ بدر الدين، بل إنه نسي أن اسناد الشيخ بدر الدين العالي إنما أتى عن طريق محدث الديار الشامية والحجاز ومصر العلامة الشيخ أبي النصر الخطيب.
4- النفاق الذي فشا بين طلاب العلم الشرعي حتى كاد يصبح ديدنهم في جميع مجالسهم، فتراه يظهر لك الود والمحبة وهو أبغض خلق الله إنساناً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لهذه الأسباب وغيرها أعرضت عن ذكر كثير ممن لم أذكرهم في كتابي هذا، بل كان الهدف من هذا الجزء أن أذكر الثمار النضرة اليانعة التي أكرم الله تعالى آل الخطيب بتقديمها للمجتمع الاسلامي الكبير وقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم، أو مما طلعت عليه الشمس.«أو كما قال».
فتحصل أن هذا الكتاب جمع تلامذة آل الخطيب وغيرهم ولأجل ذلك لم أضع عنواناً له: التلاميذ البررة، بل سميته $المعاصرون# فهو أصدق في التسمية.
والحق أقول أنني لم أقم بعملية إحصاء لتلامذة آل الخطيب الحسنية، وربما أنني تركت علماء بررة قاموا بجهود كبيرة في سبيل الدعوة إلى الله تعالى لعدم علمي بهم، ولكن هؤلاء سيذكرهم التاريخ بكل إجلال واحترام، وسينالون رضى مولانا عز وجل. ورضى رسوله الكريم، لكنها محاولة ولعلها تكون أساساً لكتاب آخر يجمع ما تفرق ويلم شتات ما طوته يد الزمن.
ولكي لا أذكر صفات المترجم الجسمية وضعت (ما أمكن) إلى جوار كل ترجمة خيالاً لصاحبها ليكون أدعى إلى تذكر هذه الشخصية فلا تنسى مهما تطاول أمد السنين عليها.
وبذلك يكون هذا الكتاب وثيقة تاريخية موثقة، لم تنقل عن قيل وقال، بل نقلت عن صاحبها بالذات، فلا كذب ولا تزوير، وهذه ميزة عالية لم توجد في غيرها من كتب التراجم.
والله أرجو في القبول نافعا بها مريداً في الثواب طامعا
فاللهم ارحم السلف وبارك لنا في الخلف وانفعنا بهم وانفع بنا، واهدنا لما هديتهم إليه من سلوك طريق أهل السنة والجماعة. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعترته وسلم تسليما،
والحمد لله رب العالمين.
دمشق 1416- 1996
«لا يوجد عالم من علماء دمشق إلا ولآل الخطيب فضل في انتسابهم إلى العلم.»
وكنت قد نويت أن أذكر تراجمهم بعد شيوخهم من آل الخطيب،لكن اجتمعت لدي تراجم كثيرة، ومما زاد عزيمتي في إفرادهم بجزء خاص اجتماعي بعلماء بررة كانوا ثمرة من ثمرات تلاميذ آل الخطيب، فأخذت أجمع تاريخ حياتهم العلمي، وأوكد أن نسبة 95% من هذا الكتاب قد أخذت من أفواه أصحابها شخصياً، وأنني اجتمعت بهم واستفدت منهم علمياً ومن كان لديه إجازة علمية أجازني بها.
ولكني ومن خلال معرفتي لحياتهم العلمية رأيت أن كل واحد منهم قد تأثر بشيخ معين أكثر من غيره ممن تتلمذ على أيديهم، فرأيت أن أترجم لهذا الشيخ ترجمة مختصرة جداً تبين أهم خطوات حياته العلمية العالية، ثم أردفها بهؤلاء التلامذة، وبالتالي أظهرت أن علم الأوائل لم يضيعه تلامذتهم وبقي أثرهم خالداً ينتقل من جيل إلى جيل.
وقد اعتنيت أكثر ما اعتنيت بترجمة أشياخي الكرام قياماً بحقهم ووفاءً لهم لما بذلوه من توجيهي علمياً، فقد بقيت في محراب علومهم سنين طويلة وعرفت أخلاقهم وخبرت طرقهم في التحصيل العلمي.
كما رتبت هذه التراجم على حسب الولادات بدءاً بالشيخ الأكبر ومروراً بتلامذته، مع مراعاة مشيخة المتأخر بالسن على تلميذه المتقدم به، وأرجو من الله تعالى أن أكون قد أصبت بهذا الترتيب.
ثم انني تركت الحديث عن علماء كثر في عصرنا لأمور عدة، منها:
1- أنه لابد أن يأتي أحد تلامذتهم بالكتابة عنهم، وأحق من يتكلم عن شيخه تلميذه المباشر.
2- ما أراه من التعصب الشديد لشيوخهم ودرجة التقديس التي يصل إليها هذا الشيخ حتى إن أحدهم قال لي عن شيخه:
إن شيخنا معصوم عن الخطأ.
وقال آخر: لو كان نبي بعد رسول الله لكان شيخنا.
ولذلك تراهم يذمون كل الناس ويذكرونهم بالسوء والغيبة، ونسوا ان الدعوة إلى الله تعالى لا تنحو هذا المنحى، وأن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً.
3- نكران الجميل الذي حدث من بعض طلاب العلم الذين بلغوا فيه مرتبة عالية لشيوخ والديهم من آل الخطيب فقد قال لي أحدهم عن الشيخ هاشم الخطيب: إنه كان شيخ بركة لوالدنا، وليس شيخ علم.
بل انه لما كتب عن المحدث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني أغفل (ولعله عمداً) تلمذته على العلامة الشيخ أبي الخير الخطيب الذي قيل إنه الشيخ الوحيد المربي للشيخ بدر الدين، بل إنه نسي أن اسناد الشيخ بدر الدين العالي إنما أتى عن طريق محدث الديار الشامية والحجاز ومصر العلامة الشيخ أبي النصر الخطيب.
4- النفاق الذي فشا بين طلاب العلم الشرعي حتى كاد يصبح ديدنهم في جميع مجالسهم، فتراه يظهر لك الود والمحبة وهو أبغض خلق الله إنساناً، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
لهذه الأسباب وغيرها أعرضت عن ذكر كثير ممن لم أذكرهم في كتابي هذا، بل كان الهدف من هذا الجزء أن أذكر الثمار النضرة اليانعة التي أكرم الله تعالى آل الخطيب بتقديمها للمجتمع الاسلامي الكبير وقد قال صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من حمر النعم، أو مما طلعت عليه الشمس.«أو كما قال».
فتحصل أن هذا الكتاب جمع تلامذة آل الخطيب وغيرهم ولأجل ذلك لم أضع عنواناً له: التلاميذ البررة، بل سميته $المعاصرون# فهو أصدق في التسمية.
والحق أقول أنني لم أقم بعملية إحصاء لتلامذة آل الخطيب الحسنية، وربما أنني تركت علماء بررة قاموا بجهود كبيرة في سبيل الدعوة إلى الله تعالى لعدم علمي بهم، ولكن هؤلاء سيذكرهم التاريخ بكل إجلال واحترام، وسينالون رضى مولانا عز وجل. ورضى رسوله الكريم، لكنها محاولة ولعلها تكون أساساً لكتاب آخر يجمع ما تفرق ويلم شتات ما طوته يد الزمن.
ولكي لا أذكر صفات المترجم الجسمية وضعت (ما أمكن) إلى جوار كل ترجمة خيالاً لصاحبها ليكون أدعى إلى تذكر هذه الشخصية فلا تنسى مهما تطاول أمد السنين عليها.
وبذلك يكون هذا الكتاب وثيقة تاريخية موثقة، لم تنقل عن قيل وقال، بل نقلت عن صاحبها بالذات، فلا كذب ولا تزوير، وهذه ميزة عالية لم توجد في غيرها من كتب التراجم.
والله أرجو في القبول نافعا بها مريداً في الثواب طامعا
فاللهم ارحم السلف وبارك لنا في الخلف وانفعنا بهم وانفع بنا، واهدنا لما هديتهم إليه من سلوك طريق أهل السنة والجماعة. آمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وعترته وسلم تسليما،
والحمد لله رب العالمين.
دمشق 1416- 1996
عبد العزيز محمد سهيل الخطيب الحسني
الشافعي الدمشقي
خادم الأنساب بدمشق
الشافعي الدمشقي
خادم الأنساب بدمشق