الصوفية أو التصوف -وَفق الرؤية الإسلامية- ليست مذهبًا، وإنما هي أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام، الإيمان، الإحسان)، فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام، وعلم العقيدة بالإيمان؛ اهتم التصوف بتحقيق مقام الإحسان (وهو أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وهو منهج أو طريق يسلكه العبد للوصول إلى الله؛ أي: الوصول إلى معرفته والعلم به، وذلك عن طريق الاجتهاد في العبادات واجتناب المنهيات، وتربية النفس, وتطهير القلب من الأخلاق السيئة، وتحليته بالأخلاق الحسنة.
وهذا المنهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن والسنة النبوية واجتهاد العلماء فيما لم يرد فيه نص، فهو علم -كعلم الفقه- له مذاهبه ومدارسه ومجتهدوه وأئمته الذين شيدوا أركانه وقواعده - كغيره من العلوم - جيلًا بعد جيل, حتى جعله السادة الصوفية علمًا سمَّوه بـ علم التصوف، أو علم التزكية، أو علم الأخلاق، فألفوا فيه الكتب الكثيرة, بينوا فيها أصوله وفروعه وقواعده، ومن أشهر هذه الكتب: «الحِكَم العطائية» للإمام ابن عطاء الله السكندري، و«قواعد التصوف» للشيخ أحمد زروق، و«إحياء علوم الدين» للإمام الغزالي، و«الرسالة القشيرية» للإمام القشيري، و« من جوامع الكلم» للإمام السيد محمد ماضي أبي العزائم، وغيرها.